للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لكنْ أجاب أحمد عن حديث أبي بكر في تقديمه مع تقدُّم قوله: «أقرؤكم أُبَيٌّ» (١): أراد به الخلافة (٢).

ومراده بالأَقرَأ: أجودُه؛ كما جزم به في «الوجيز»، وقدَّمه في «الفروع»؛ لقوله : «من قرأ القرآنَ فأعربَهُ؛ فله بكلِّ حرفٍ عشرُ حسناتٍ، ومن قرأه (٣) ولحنَ فيه؛ فله بكلِّ حرفٍ حسنةٌ» رواه التِّرمذيُّ، وقال: صحيحٌ حسَنٌ (٤)، ولأنَّه أعظمُ في الأجر.

وقيل: يقدَّم الأكثرُ قُرآنًا؛ لقوله : «ليؤمَّكم أكثرُكُم قُرآنًا» (٥). وعليهما (٦): إذا عرف واجب الصَّلاة، وما يحتاجه فيها، وقيل: وسجود


(١) أخرجه أحمد (١٣٩٩٠)، والترمذي (٣٧٩١)، وابن ماجه (١٥٤)، وقال الترمذي: (هذا حديث حسن صحيح)، وصححه الضياء المقدسي في المختارة (٢٢٤٠). ينظر: السلسلة الصحيحة (١٢٢٤).
(٢) ينظر: زاد المسافر ٢/ ٢٠٣.
(٣) في (أ): قرأ.
(٤) اللفظ الذي أخرجه الترمذي (٢٩١٠)، هو قوله: «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ﴿الم﴾ حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف»، وأما لفظ المصنف؛ فأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (٧٥٧٤)، وفي سنده نهشل بن سعيد القرشي يرويه عن الضحاك بن مزاحم، وهو متروك، وقال بعض الأئمة: (روى عن الضحاك الموضوعات)، وأخرجه ابن عدي في الكامل (٨/ ٢٣٩)، بلفظ آخر وهو: «من قرأ القرآن فأعربه؛ كان له بكل حرفٍ أربعون حسنة، ومن أعرب بعضًا ولحن في بعضٍ؛ كان له بكل حرف عشرون حسنة، ومن لم يعرب منه شيئًا؛ فإن له بكل حرفٍ عشر حسنات»، وفيه نوح بن أبي مريم قال الذهبي: (فقيه واسع العلم، تركوه). ينظر: الكاشف للذهبي ٢/ ٣٢٧، تهذيب التهذيب ١٠/ ٤٧٩، السلسلة الضعيفة (٢٣٤٨).
(٥) أخرجه البخاري (٤٣٠٢)، من حديث عمرو بن سلمة .
(٦) قوله: (وعليهما) سقط من (د) و (ز) و (و)، وهو في (أ): وعليها.