للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(بَابُ التَّيَمُّمِ)

التَّيمُّم في اللُّغة: القصد؛ لقوله تعالى: ﴿وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ﴾ [المَائدة: ٢]؛ أي: قاصدين، ﴿وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ﴾ [البَقَرَة: ٢٦٧]، يقال: يمَّمت فلانًا، وتيمَّمته، وأَمَمْتُهُ: إذا قصدته، قال الشاعر العذري (١):

وما أدري إذا يمَّمْتُ أرضًا … أُريدُ الخيرَ أيُّهما يَلِيني

آلخيرُ الذي أنا مبتغيه … أمِ الشَّرُّ الذي هو يَبْتَغِينِي

وفي الشرع؛ قيل: هو عبارة عن قصد شيء مخصوص - وهو التراب الطَّاهر -، على وجه مخصوص - وهو مسح الوجه واليدين -، من شخص مخصوص- وهو العادم، أو من يتضرَّر باستعماله - زاد ابن المنجى: بنيَّة مخصوصة.

وأحسن منه: مسح الوجه واليدين بشيء من الصعيد.

وهو ثابِتٌ بالإجماع، وسَنَدُه قوله تعالى: ﴿فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا﴾ [النِّسَاء: ٤٣]، وحديث عمَّار وغيره (٢)، وهو من خصائص هذه الأمَّة؛ لأنَّ الله تعالى لم يجعله طَهورًا لغيرها؛ توسعةً عليها، وإحسانًا إليها.

(وَهُوَ) أي: التَّيمُّم (بَدَلٌ) عن الماء؛ لأنَّه مرتَّب عليه، يجب فعله عند عدمه، ولا يجوز مع وجوده إلَّا لعذر، وهذا شأن البدل (٣).


(١) هو المثقب العبدي، واسمه عائذ بن محصن بن ثعلبة، من بني عذرة بن منبه بن نُكرة. ينظر: الشعر والشعراء للدينوري ١/ ٣٨٤، لباب الآداب للثعالبي ص ٢٢٣.
(٢) حديث عمار أخرجه البخاري (٣٤٧) ومسلم (٣٦٨)، وسيأتي تخريج غيره من أحاديث الباب.
(٣) في (أ): المبدل.