للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(فَصْلٌ فِي النُّشُوزِ)

وهو (١): كراهةُ كلِّ واحِدٍ من الزَّوجَينِ صاحبَه، وسوءُ عِشْرتِه، يقال (٢): نَشَزَت المرأةُ على زوجها، فهي ناشِزةٌ، وناشِزٌ، ونَشَزَ عليها زَوجُها: إذا جَفاها وأَضرَّ بها.

(وَهُوَ (٣) مَعْصِيَتُهَا إِيَّاهُ فِيمَا (٤) يَجِبُ عَلَيْهَا) مِنْ طاعتِه، مأخوذٌ من النَّشْز، وهو الاِرْتِفاع، فكأنَّها ارْتَفَعَتْ وتعلَّت عمَّا (٥) يَجِبُ عَليها مِنْ طاعته.

(وَإِذَا ظَهَرَ مِنْهَا أَمَارَاتُ النُّشُوزِ، بِأَلاَّ تُجِيبَهُ إِلَى الاِسْتِمْتَاعِ، أَوْ تُجِيبَهُ مُتَبَرِّمَةً مُتَكَرِّهَةً؛ وَعَظَهَا)؛ بأنْ يَذكُرَ لها ما أوْجَبَ الله تعالى عليها من الحقِّ، وما يَلحَقُها من الإثْمِ بالمخالَفةِ، وما يَسقُطُ بذلك من النَّفقة والكِسوة، وما يُباحُ له (٦) من هَجْرِها وضَرْبِها؛ لقوله تعالى: ﴿وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ﴾ [النِّسَاء: ٣٤].

(فَإِنْ (٧) أَصَرَّتْ) ناشِزَةً؛ بأنْ تَعصيَه وتَمتَنِعَ من فِراشه، أوْ تَخرُجَ بغَيرِ إذْنه؛ (هَجَرَهَا فِي الْمَضْجَعِ)، بفتح الجيم، والمرادُ: أنْ يَهجُرَ فراشَها فلا يُضاجعَها فيه (٨)، (مَا شَاءَ)؛ لقوله تعالى: ﴿وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ﴾ [النِّسَاء: ٣٤]، وقال


(١) في (م): وهي.
(٢) في (م): فيقال.
(٣) في (م): وهي.
(٤) في (ظ): مما.
(٥) في (م): وتعلقت فيما.
(٦) في (ظ): لهم.
(٧) في (م): وإن.
(٨) قوله: (بفتح الجيم … ) إلى هنا سقط من (م).