للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(كِتَابُ الْوَقْفِ)

وهو (١) مَصدَرُ وَقَف، يُقالُ: وَقَفَ الشَّيءَ، وأوْقَفَه، وحَبَسه، وأحْبَسه، وسَبَّله، كلُّه (٢) بمَعْنًى واحِدٍ، لكِنَّ أوْقَفَ لُغةٌ شاذَّةٌ، عكس (٣): أحْبَسه.

وهو ممَّا (٤) اختصَّ به المسلِمون، قال الشَّافِعِيُّ: (لم يُحبِّس أهلُ الجاهليَّة، وإنَّما حَبَّس أهلُ الإسلام) (٥).

وهو من القُرَبِ المندوبِ إلَيها.

والأصلُ فِيهِ: ما رَوَى عبدُ الله بنُ عُمَرَ، قال: أصابَ عمرُ أرضًا بخَيبَرَ، فأتى النَّبيَّ يَسْتأمِرُه فِيهَا، فقال: يا رسول الله، إنِّي أصَبْتُ مالاً بخَيبَرَ لم أُصِبْ قطُّ مالاً أنفسَ عِنْدِي منه، فما تأْمُرني فيه؟ قال: «إنْ شِئْتَ حبَّسْتَ أصْلَها، وتصدَّقت بها»، غَيرَ أنَّه لا يُباعُ أصْلُها، ولا يُوهَبُ، ولا يُورَث (٦)، قال: فتصدَّق بها عمرُ في الفقراء، وفي القُرْبى، والرِّقاب، وفي سبيل الله، وابن السَّبيل، والضَّيف، لا جُناحَ على مَنْ وَلِيَها أنْ يأكُلَ منها بالمعروف، أوْ يُطعِمَ صَدِيقًا، غَيرَ مُتَمَوِّلٍ فيه، وفي لفظٍ: غيرَ مُتَأثِّلٍ، متَّفَقٌ عليه (٧).


(١) في (ح): هو.
(٢) في (ح): كلٌّ.
(٣) في (ح): محبس.
(٤) في (ح): ما.
(٥) ينظر: الأم ٤/ ٥٤.
(٦) في (ظ): ولا توهب ولا تورث. وقوله: (غَيرَ أنَّه لا يُباعُ أصْلُها، ولا يُوهَبُ، ولا يُورَث) يوهم أنه من المرفوع، وقد تبع المؤلف ما في المغني ٦/ ٣، والذي في الصحيحين وغيرهما أنه من قول ابن عمر ، فإنه قال: فتصدق بها عمر، أنه لا يباع ولا يوهب ولا يورث، وتصدق بها في الفقراء … الحديث.
(٧) أخرجه البخاري (٢٧٣٧)، ومسلم (١٦٣٢).