للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(فَصْلٌ)

(وَمَنْ أُرِيدَتْ نَفْسُهُ، أَوْ حُرْمَتُهُ، أَوْ مَالُهُ) وإنْ قلَّ، كافَأَهُ أمْ لا؛ (فَلَهُ الدَّفْعُ عَنْ ذَلِكَ بِأَسْهَلِ مَا يَعْلَمُ)، والمذْهَبُ: أنَّه يَدفَعُ عن ذلك بأسْهَلِ ما يَغلِبُ على ظنِّه، جَزَمَ به في «المحرَّر» و «الوجيز»، وقدَّمه في «الفروع»، (دَفْعَهُ بِهِ)؛ لأِنَّه لو مُنِعَ من ذلك لَأدَّى إلى تَلَفِه وأذاه في نَفْسِه وحُرمَتِه ومالِه، ولأِنَّه لو لم يَجُزْ ذلك لتسلَّط (١) النَّاس بعضُهم على بعضٍ، وأدَّى إلى الهَرْج والمَرْجِ، ولأِنَّ الزَّائدَ عَلَيهِ لا حاجةَ إلَيهِ؛ لحُصولِ الدَّفْع به.

وقِيلَ: إنْ لم يُمكِنْه هَرَبٌ، أو احْتِماءٌ، ونحوُه، جَزَمٌ به في «المستوعب».

فَعَلَى ما ذَكَرْنا: مَتَى عَلِمَ أوْ ظَنَّ الدَّافِعُ أنَّ الصَّائلَ عَلَيهِ يَندَفِعُ بالقَول؛ لم يَجُزْ ضَرْبُه بشَيءٍ، قال أحمدُ: لا يُريدُ قَتْلَه وضَرْبَه، لكِن ادْفَعْه (٢).

وقال الميمونيُّ: رأيته يَعجَبُ مِمَّنْ يَقولُ: أُقاتِلُه، وأمْنَعُه (٣).

وإنْ عَلِمَ أنَّه يَندَفِعُ بِعَصًا؛ لَمْ يَضْرِبْه بحديدٍ (٤).

(وَإِنْ لَمْ يَحْصُلْ إِلاَّ بِالْقَتْلِ؛ فَلَهُ ذَلِكَ)؛ لأِنَّ ضَرَرَه إذا لم يَندَفِعْ إلاَّ به؛ تَعَيَّنَ طَريقًا إلى الدَّفْع المُحتاجِ إلَيهِ، (وَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ) بالقَتْل؛ لأِنَّه قَتْلٌ لِدَفْعِ شَرِّ الصَّائلِ؛ فلم يَجِبْ به شَيءٌ؛ كفِعْلِ الباغي، ورُوِيَ عن عُبَيدِ بنِ عُمَيرٍ: أنّ رجلاً ضاف (٥) ناسًا مِنْ هُذَيلٍ، فأراد امرأةً على نَفْسِه (٦)، فرَمَتْهُ (٧) بحَجَرٍ،


(١) في (م): تسلط.
(٢) ينظر: السنة للخلال ١/ ١٧٠.
(٣) ينظر: السنة للخلال ١/ ١٦٩.
(٤) في (م): بحديدة.
(٥) في (ظ) و (م): خاف. وكتب في هامش (ظ): (لعله: ضاف).
(٦) كذا في النسخ الخطية، وفي كتب المذهب ومصادر الحديث: نفسها.
(٧) في (م): ورمته.