للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(بَابُ مَا يَلْزَمُ الْإِمَامَ وَالجَيْشَ)

يلزَمُ كلَّ أحد (١) إخلاصُ النِّيَّة لله تعالى في الطَّاعات، ويجتهد في ذلك، ويُستحَبُّ أن يدعُوَ سرًّا بحضور قلبٍ.

قال أبو داودَ: باب ما يُدْعَى عند اللِّقاء، ثمَّ رَوَى بإسنادٍ جيِّدٍ عن أنَسٍ قال: كان النَّبيُّ إذا غزا قال: «اللَّهُمَّ أنت عَضُدِي ونَصِيري، بك أحولُ، وبك (٢) أَصولُ، وبك أُقاتِلُ» (٣)، وكان جماعةٌ منهم الشَّيخُ تقِيُّ الدِّين يقولُه عند قصد مجلِسِ عِلْمٍ.

(يَلْزَمُ الْإِمَامَ)، وقيل: يُستحَبُّ، (عِنْدَ مَسِيرِ الْجَيْشِ: تَعَاهُدُ الْخَيْلِ وَالرِّجَالِ)؛ لأِنَّ ذلك من مصالح الجيش، فلزِمه فعلُه كبقيَّة المصالح، فيختار من الرِّجال ما فيه غنًى ومنفعةٌ للحرب، ومناصحةٌ، ومن الخيل ما فيه قوَّةٌ وصبرٌ على الحرب، ويُمكِن الانتفاعُ به في الرُّكوب وحمْلِ الأثْقال.

(فَمَا لَا يَصْلُحُ لِلْحَرْبِ (٤)؛ كالفرس إذا كان حطيمًا (٥)، وهو الكسير (٦)، أو قَحْمًا، وهو الكبير (٧)، أوْ ضَرْبًا، وهو الصَّغير، أوْ هزيلاً، وكالرَّجُل إذا


(١) في (ب) و (ح): واحد.
(٢) قوله: (أحول وبك) سقط من (ح).
(٣) أخرجه أبو داود (٢٦٣٢)، والترمذي (٣٥٨٤)، والنسائي في الكبرى (٨٥٧٦)، والبزَّار (٧٢٢٧)، وابن حبَّان (٤٧٦١)، وصححه الضِّياء المقدسيُّ وابن حبان والألبانيُّ، وقال الترمذي: (حسن غريب). ينظر: الأحاديث المختارة ٦/ ٣٣٩، صحيح أبي داود ٧/ ٣٨٣.
(٤) قوله: (للحرب) سقط من (ب) و (ح).
(٥) في (أ): حطمًا.
(٦) في (أ): الكبير. قال في المصباح المنير ١/ ١٤١: (حَطِمَ الشيءُ حَطَمًا من باب تعب، فهو حطم إذا تكسر).
(٧) في (أ): الكسير. قال في المصباح المنير ٢/ ٤٩١: (شيخ قحم: وِزَان فَلْس، مسنٌ هرم).