للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(بَابُ صِفَةِ الصَّلَاةِ)

يُسَنُّ الخروجُ إليها بسكينةٍ ووَقَارٍ؛ لخبر أبي هريرة في الصَّحيحين (١)، ويقارِب خُطاه، ويقول ما ورد، فمنها: ما رواه أحمدُ عن أبي سعيدٍ الخدري قال: قال رسول الله : «مَنْ خرجَ من بيتِهِ إلى الصَّلاةِ فقال: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بحقِّ السَّائلينَ عليك، وأسألُكَ بحقِّ مَمْشايَ هذا، فإنِّي لم أخرُج أشَرًا، ولا بَطَرًا، ولا رِياءً، ولا سُمعةً، خرجتُ اتِّقاءَ سخطِكَ، وابتغاءَ مرْضاتِكَ، فأسألك أن تُنقِذني مِنَ النَّار، وأن تَغفِرَ لي ذنوبي، إنَّه لا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلاَّ أنتَ؛ أقبل اللهُ إليه بوجهِهِ، واستغفرَ له سبعونَ ألفَ ملَكٍ» (٢).

فإذا وصل (٣) المسجدَ؛ قدَّم رِجلَه اليُمنَى في الدُّخول، واليُسرَى في عكْسه، ويقول ما ورد، ولا يُشبِّك أصابعَه، ولا يخوض في حديث الدُّنيا، ويجلِس مستقبِل القِبلةِ.

وإن سَمِع الإقامةَ؛ لم يَسْعَ إليها إذا كان خارجَه، ونصُّه: (لا بأْسَ به يسيرًا إن طمِع أنَّه يدرك التَّكبيرةَ الأُولى)، واحتجَّ بأنَّه جاء عن الصَّحابة، وهم مختلِفون (٤).


(١) أخرجه البخاري (٦٣٦)، ومسلم (٦٠٢).
(٢) أخرجه أحمد (١١١٥٦)، وابن ماجه (٧٧٨)، من طريق فضيل بن مرزوق، عن عطية، عنه به، وعطية هو العوفي وهو صدوق يخطئ كثيرًا كما في التقريب، وأعله أبو حاتم بالوقف، وأخرجه موقوفًا ابن أبي شيبة (٢٩٢٠٢)، وله شاهد من حديث بلال ، أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (٨٥)، لكن في إسناده الوازع بن نافع العقيلي الجزري، قال عنه ابن معين وأحمد: (ليس بثقة)، وقال البخاري: (منكر الحديث)، وضعفه الألباني. ينظر: علل ابن أبي حاتم ٥/ ٣٦٥، ميزان الاعتدال ٤/ ٣٢٧، السلسلة الضعيفة (٢٤).
(٣) في (د) و (و): دخل.
(٤) ينظر: طبقات الحنابلة ١/ ٣٦٦، المغني ١/ ٣٢٨.
احتج أحمد في رواية مهنى بفعل الصحابة كما في الطبقات ١/ ٣٦٦، فمما ورد:
أثر ابن مسعود : أخرجه عبد الرزاق (٣٤١٠)، ومن طريقه الطبراني (٩٣٦٠)، عن سلمة بن كهيل، أن ابن مسعود سعى إلى الصلاة، فقيل له: فقال: «أوليس أحق ما سعيت إليه الصلاة»، وأخرجه ابن أبي شيبة (٧٣٩٨)، عن سلمة بن كهيل، عن عمارة بن عمير، عن ابن مسعود نحوه. وهذا مرسل.
وأخرج ابن المنذر (١٩٢٩)، والطبراني (٩٢٥٩)، عن ليث بن أبي سليم، عن رجل من طيئ، عن أبيه، قال: كان عبد الله ينهانا عن السعي إلى الصلاة، فخرجت ليلة، فرأيته يشتد إلى الصلاة، فقلت: يا أبا عبد الرحمن، كنت تنهانا عن السعي إلى الصلاة، فرأيتك الليلة اشتددت إليها؟ قال: «إني بادرت حد الصلاة»، يعني التكبيرة الأولى. ليث ضعيف، وفيه رجلان مبهمان، ولعل أحد الطريقين يتقوى بالآخر.
وأثر ابن عمر : أخرج مالك (١/ ٧٢)، ومن طريقه الشافعي (٧/ ٢٦٥)، وعبد الرزاق (٣٤١١)، وابن أبي شيبة (٧٣٩٥)، عن نافع: «أن ابن عمر سمع الإقامة وهو بالبقيع، فأسرع المشي إلى المسجد»، وإسناده صحيح.