للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(فَصْلٌ فِي الْحَجْبِ)

الحَجْبُ: مأْخُوذٌ من الحِجاب، وهو المنْعُ من الميراث بِوُجودِ وارِثٍ أقْرَبَ منه، يَمْنَعُه من كلِّ الميراث أو بعضِه، ومنه سُمِّيَ حاجِبُ السُّلْطان؛ لأِنَّه يَمنَعُ مَنْ أراد الدُّخولَ إلَيهِ.

وهو ضَرْبانِ:

حَجْبُ نُقْصانٍ: كحَجْبِ الزَّوج من النِّصف إلى الرُّبع بالوَلَدِ، والزَّوجةِ من الرُّبع إلى الثُّمن به، والأمِّ من الثُّلُث إلى السُّدس.

وحَجْبُ حِرْمانٍ: وهو أنْ يُسقِطَ الشَّخْصُ غَيرَه بالكُلِّيَّة، وهو المرادُ هنا.

(يَسْقُطُ الْجَدُّ بِالْأَبِ)، حكاهُ ابنُ المنذِر إجْماعَ الصَّحابة ومَنْ بَعْدَهم (١)؛ لأِنَّه يُدْلِي به، ومن أدْلَى بشَخصٍ لا يَرِثُ مع وجوده، إلاَّ وَلَدَ الأمِّ، (وكلُّ جَدٍّ) يَسقُطُ (بِمَنْ (٢) هُوَ أَقْرَبُ مِنْهُ)؛ لأِنَّه يُدْلِي به، فهو كإسْقاطِ الجَدِّ بالأبِ.

(وَالْجَدَّاتُ بِالْأُمِّ)، سَواءٌ كُنَّ من جهةِ الأب أو الأمِّ، بلا خِلافٍ، حكاهُ ابنُ المنذِر والماوَرْدِيُّ (٣)؛ لأِنَّ الجَدَّاتِ يَرِثْنَ بالوِلادة، فكانت الأمُّ أَوْلَى منهنَّ؛ لمباشَرَتها الوِلادةَ.

(وَوَلَدُ الاِبْنِ بِالاِبْنِ)، بالإجْماع (٤)؛ لِقُربِه؛ لأِنَّه إنْ كان أبًا (٥)؛ فهو يُدْلِي به، فسَقَطَ به كما يُسقِطُ الأبُ الجَدَّ، وإنْ كان عمَّه؛ فهو أقْرَبُ منه، فيَسقُط به؛ لقَوله : «ألْحِقُوا … » الخبرَ (٦).


(١) ينظر: الإجماع لابن المنذر ص ٧١.
(٢) في (ق): من.
(٣) ينظر: الإجماع لابن المنذر ص ٧١، الحاوي الكبير ٨/ ٩٤.
(٤) ينظر: الإجماع لابن المنذر ص ٦٩.
(٥) في (ق): أباه.
(٦) أخرجه البخاري (٦٧٣٢)، ومسلم (١٦١٥).