للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(بَابُ صِفَةِ الحَجِّ)

أصلُه حديثُ جابِرٍ، رواه مسلمٌ (١).

(يُسْتَحَبُّ لِلْمُتَمَتِّعِ الذِي حَلَّ) من عمرته (وَغَيْرِهِ مِنَ المُحِلِّينَ بِمَكَّةَ)، سواءٌ كان مقيمًا بها من أهلها، أو من غيرِهم؛ (الْإِحْرَامُ بِالْحَجِّ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ)، نَصَّ عليه (٢)؛ لحديث جابِرٍ قال: «أمَرَنا رسولُ الله لمَّا حلَلْنا أن نُحرِم إذا توجَّهنا إلى مِنًى، فأهلَلْنا من الأبطح، حتى إذا كان يوم التَّروية جعلنا مكَّةَ بِظَهْرٍ أهْلَلْنا بالحجِّ» رواه مسلمٌ (٣).

وعنه: المَكِّيُّ يُهِلُّ إذا رأى الهلالَ؛ لقول عُمَرَ لأهل مكَّة: «إذا رأيتم الهلالَ فأهِلُّوا بالحجِّ» (٤).

فعلَى الأوَّل: لو جاوَز يوم التَّروية بغَير إحرامٍ؛ لزمه دم الإساءة (٥) مع دم (٦) التَّمتُّع علَى الأصحِّ، قاله في «الترغيب».


(١) أخرجه مسلم (١٢١٨) وهو حديث طويل، أعاد المصنف الاستدلال به في أكثر من موضع.
(٢) ينظر: مسائل عبد الله ص ٢٠٢، مسائل ابن منصور ٥/ ٢٣٥٠.
(٣) أخرجه مسلم (١٢١٤).
(٤) أخرجه مالك (١/ ٣٣٩)، وابن أبي شيبة (١٥٠١٢)، والفاكهي في أخبار مكة (١٦١٣)، عن القاسم بن محمد، أن عمر بن الخطاب قال: «يا أهل مكة ما شأن الناس يأتون شعثًا وأنتم مدهنون؟! أهلوا إذا رأيتم الهلال»، وهذا مرسل، القاسم لم يدرك عمر . وأخرجه أبو حنيفة كما في مسنده (٣٦٩)، عن إبراهيم، عن عمر بن الخطاب . وهو مرسل أيضًا، وأعله ابن حزم في المحلى ٥/ ١١٩ بالانقطاع في الطريقين، ويمكن أن يتقوى أحدهما بالآخر، ولذا احتج به أحمد في مسائل عبد الله ص ٢٢١، ومسائل ابن منصور ٥/ ٢٠٩٦.
وقال الحافظ في الفتح ٣/ ٥٠٦: (رواه مالك وغيره بإسناد منقطع وابن المنذر بإسناد متصل)، ولم نقف على إسناد ابن المنذر.
(٥) في (د): للإساءة.
(٦) في (ب) و (د) و (ز) و (و): عدم.