للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(فَصْلٌ)

(الْخَامِسُ: كَوْنُ الرَّجُلِ كُفْئًا لَهَا فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ)، هي ظاهِرُ المذهب، والمشهورةُ عندَ عامَّة الأصحاب؛ لِمَا روى أبو هريرةَ: أنَّ النَّبيَّ قال: «إذا خَطَبَ المسلِم من تَرضَونَ (١) دينَه وخُلُقَه فزوِّجوه، إلاَّ تَفْعَلوا؛ تكُنْ فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبيرٌ» رواه التِّرمذِيُّ، ورُوِيَ مُرسَلاً، قِيلَ: هو أصحُّ (٢)، وقال عمر: «لأمنعنَّ فأُزوِّج (٣) ذوات الأحساب إلاَّ من الأكْفاء» رواه الخَلاَّلُ والدَّارَقُطْنِيُّ (٤)،


(١) في (ظ): يرضون.
(٢) أخرجه الترمذي (١٠٨٤)، وابن ماجه (١٩٦٧)، والطبراني في الأوسط (٤٤٦)، والحاكم (٢٦٩٥)، من طرق عن عبد الحميد بن سليمان، عن ابن عجلان، عن ابن وثيمة النصري، عن أبي هريرة مرفوعًا. وعبد الحميد بن سليمان الخزاعي: ضعيف، وقد خالفه من هو أجلّ منه، فقد أخرجه أبو داود في المراسيل (٢٢٥) من طريق الليث، وسعيد بن منصور (٥٩٠)، عن عبد العزيز بن محمد، كلاهما - الليث والدراوردي - عن ابن عجلان، عن ابن هرمز الصنعاني نحوه مرسلاً. ورجّح إرساله: أبو داود والبخاري والإشبيلي، وله شاهد من حديث أبي حاتم المزني: أخرجه الترمذي (١٠٨٥)، والطبراني في الكبير (٧٦٢). وفي سنده محمد وسعيد ابنا عبيد، وهما مجهولان لا يُعرفان. قاله ابن القطان. وأبو حاتم المزني مختلف في صحبته، ولا يُعرف له غير هذا الحديث. والحديث ضعفه ابن القطان، وصححه الحاكم، وحسَّن الترمذي حديث أبي حاتم المزني، وقال الألباني: (حسن لغيره). ينظر: علل الترمذي الكبير (٢٦٤)، الجرح والتعديل ٩/ ٣٦٣، المراسيل (٩٣٢)، بيان الوهم ٥/ ٢٠٢، تهذيب الكمال ٣٣/ ٢١٤، ميزان الاعتدال ٣/ ١٦٩، الإرواء ٦/ ٢٦٦، الصحيحة (١٠٢٢).
(٣) كذا في النسخ الخطية. والذي في المصادر: تزويج.
(٤) أخرجه عبد الرزاق (١٠٣٢٤)، وابن أبي شيبة (١٧٧٠٢)، والدارقطني (٣٧٨٥)، والبيهقي في الكبرى (١٣٧٦٢)، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن عمر . قال المزي في التهذيب: (ولم يدركه)، وأعلَّه ابن كثير والألباني بالانقطاع، واعترض على ذلك مغلطاي وأبو زرعة العراقي، ودلَّلا على قولهما بما يحتمل سماعه منه، إلا أن الإمام أحمد في رواية مهنى نص على أنه مرسل، فإنه سئل: هذا مرسل عن عمر؟ قال: (نعم، ولكن إبراهيم بن محمد بن طلحة كبير)، واحتج به أحمد في مسائل ابن منصور (٤/ ١٤٨٦). ينظر: مسند الفاروق ٢/ ١١٦، شرح علل الترمذي ١/ ٥٥٩، إكمال تهذيب الكمال ١/ ٢٧٦، تحفة التحصيل ص ١٧، الإرواء ٦/ ٢٦٥.