للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(فَصْلٌ (١)

(وَلَا يُعْتَبَرُ فِي الشَّهَادَةِ الْحُرِّيَّةُ)، نَصَّ عَلَيهِ (٢)، اخْتارَهُ ابنُ حامِدٍ وأبو الخَطَّاب وابنُ عَقِيلٍ، وقدَّمَه في «المحرَّر» و «الرِّعاية»، قال أحمدُ: كان أَنَسٌ يُجِيزُ شَهادةَ العبد، لَيسَ شيء (٣) يَدفَعُه (٤)، ولِأنَّه تعالى أَمَرَ بإشْهادِ ذَوَيْ عَدْلٍ مِنَّا، ومَن فَقَدَ الحُرِّيَّةَ؛ فهو عَدْلٌ، بدليلِ قَبُولِ رِوايَتِه وفُتْياهُ، ولِأنَّ العَبْدَ عَدْلٌ غَيرُ مُتَّهَمٍ، فقُبِلَتْ شَهادَتُه؛ كالحرِّ.

(بَلْ تَجُوزُ شَهَادَةُ الْعَبْدِ فِي كُلِّ شَيْءٍ)، ذكره (٥) ابنُ هُبَيرةَ: أنَّه المشْهورُ، وهو ظاهِرُ المذْهَبِ، وقاله جماعةٌ مِنهُم أبو ثَورٍ، ورَواهُ الخَلاَّلُ بإسْنادِه عن أَنَسٍ، وهو إسْنادٌ جيِّدٌ (٦)، ورَواهُ أيْضًا مِنْ رِوايَةِ الحَسَنِ عن عليٍّ (٧)؛ لِعُمومِ الآياتِ، ولِحَديثِ عُقْبةَ بنِ الحارِثِ في الرَّضاع (٨)، ولقوله: «يَحمِلُ هذا العِلْمَ مِنْ كلِّ خلفٍ عُدُولُه» (٩)، وقد كان كَثِيرٌ مِنْ سَلَفِ هذه الأمَّةِ وعُلمائها


(١) قوله: (فصل) سقط من (م).
(٢) ينظر: مسائل ابن منصور ٨/ ٤١٠٤، زاد المسافر ٣/ ٥٣٠.
(٣) قوله: (شيء) سقط من (م).
(٤) ينظر: زاد المسافر ٣/ ٥٣١ ويأتي قريبًا أثر أنس .
(٥) في (ظ): ذكر.
(٦) علقه البخاري قبل حديث (٢٦٥٩) بصيغة الجزم، ووصله ابن أبي شيبة (٢٠٢٨٢)، عن المختار بن فلفل، قال: سألت أنسًا عن شهادة العبيد، فقال: «جائزة»، وسنده صحيح.
(٧) لم نقف عليه.
(٨) أخرجه البخاري (٨٨)، عن عقبة بن الحارث ، أنه تزوج ابنة لأبي إهاب بن عزيز فأتته امرأة فقالت: إني قد أرضعت عقبة والتي تزوّج، فقال لها عقبة: ما أعلم أنك أرضعتني، ولا أخبرتني، فركب إلى رسول الله بالمدينة فسأله، فقال رسول الله : «كيف وقد قيل؟» ففارقها عقبة، ونكحت زوجًا غيره.
(٩) تقدم تخريجه ١٠/ ٣٤٨ حاشية (٣).