للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(كِتَابُ الصَّلَاةِ)

وهي في اللُّغة: الدُّعاء؛ لقوله تعالى: ﴿وَصَلِّ عَلَيْهِمْ﴾ [التّوبَة: ١٠٣]؛ أي: ادعُ لهم، وإنَّما عُدِّيَ ب «على»؛ لتضمُّنه معنى الإنزال؛ أي: أنزل رحمتك عليهم، وقال النَّبيُّ : «إذا دُعِيَ أحدُكم إلى طعام؛ فليُجِبْ، فإن كان مفطِرًا؛ فليَطعَمْ، وإن كان صائمًا؛ فليُصلِّ» (١).

وقال الشَّاعر (٢):

تقول بنتي وقد قربت مرتحلًا (٣) … يا ربِّ جنِّب أبي الأوصابَ والوَجَعا

عليكِ مثلَ الَّذي صلَّيتِ فاغتمِضي … نوْمًا فإنَّ لجَنْبِ المرءِ مُضطَجَعَا

وفي الشَّرع: عبارةٌ عن أقوال وأفعال مخصوصةٍ، مُفتَتَحةٍ بالتَّكبير، مختَتَمة بالتَّسليم.

فيَرِدُ عليه الأخرس؛ فإنَّه لا قول فيها؛ لأنَّ المقدَّر كالموجود (٤).

وسُمِّيت صلاةً؛ لاشتمالها على الدُّعاء، وقيل: لأنَّها ثانية لشهادة التَّوحيد؛ كالمصلِّي من السَّابق في الخيل.

واشتقاقها من الصَّلوَين، واحدهما: صلًى كعصًا، وهما عِرْقان من جانب الذَّنب، وقيل: عظمان ينحنيان في (٥) الرُّكوع والسُّجود.


(١) أخرجه مسلم (١٤٣١) من حديث أبي هريرة ، وفي لفظ للنسائي في الكبرى (١٠٠٩٥) من حديث ابن مسعود : «دعا بالبركة».
(٢) هو الأعشى. ينظر: ديوان الأعشى ص ١٥٩.
(٣) قوله: (تقول بنتي وقد قربت مرتحلًا) سقط من (أ).
(٤) هكذا في الأصل وسائر النسخ المعتمدة، وفي كشاف القناع ١/ ٢٢١: (لا يرد عليه صلاة الأخرس ونحوه، لأن الأقوال فيها مقدرة، والمقدر كالموجود).
(٥) في (أ): من.