للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن فارس: (مِنْ صَلَّيتُ العود إذا ليَّنته؛ لأنَّ المصلِّي يَلِين ويخشع) (١).

وردَّه النَّوويُّ: (بأنَّ لام الكلمة في الصَّلاة واوٌ، وفي صلَيت ياء) (٢).

وجوابه: أنَّ الواو وقعت رابعةً، فقُلبت ياءً، ولعلَّه ظنَّ أنَّ مراده صَلَيت المخفَّف، فيقول: صَلَيت اللَّحم صَلْيًا (٣) إذا شويته، وإنَّما أراد ابن فارس المضعَّف.

وقال ابن الأعرابيِّ (٤): صلَّيت العصا (٥) تصليةً، أدرته على النَّار؛ لتقوِّمه (٦).

(وَهِيَ وَاجِبَةٌ) بالكتاب؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النِّسَاء: ١٠٣]، ﴿وَمَا أُمِرُوا إلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾ [البَيّنَة: ٥].

وبالسُّنَّة؛ منها: قوله : «بُنِيَ الإسلامُ على خَمْسٍ؛ شَهادَة أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا الله وأَنَّ محمَّدًا رَسُوْلُ الله، وَإِقَام الصَّلاة، وإِيْتَاء الزَّكاة، وَصَوْم رَمَضَانَ، وَحَجّ البَيْتِ مَنِ استَطَاعَ إليه سَبِيلًا» متَّفقٌ عليه من حديث ابن عمرَ (٧).


(١) ينظر: مجمل اللغة ١/ ٥٣٨.
(٢) ينظر: تحرير ألفاظ التنبيه ص ٤٩.
(٣) في الأصل: (صلتًا)، والمثبت موافق لما في العين ٧/ ١٥٤، وتهذيب اللغة ١٢/ ١٦٧.
(٤) هو محمد بن زياد، أبو عبد الله، المعروف بابن الأعرابي، من أهل الكوفة، قال ثعلب: لم يُرَ أحدٌ في علم الشعر أغزر منه، توفي سنة ٢٣١ هـ، من مصنفاته: أسماء الخيل وفرسانها، تفسير الأمثال، أبيات المعاني. ينظر: وفيات الأعيان ٤/ ٣٠٦، سير أعلام النبلاء ١٠/ ٦٨٧.
(٥) في الأصل: (العضى)، والمثبت موافق لما في تهذيب اللغة ١٢/ ١٦٧.
(٦) ينظر: تهذيب اللغة ١٢/ ١٦٧.
(٧) أخرجه البخاري (٨)، ومسلم (١٦).