للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(كِتَابُ الْفَرَائِضِ)

جَمْعُ فريضةٍ، وهي في الأصل اسْمُ مَصدَرٍ مِنْ فَرَضَ وأفْرَضَ (١)، وسُمِّيَ البعيرُ المأْخُوذُ في الزَّكاة (٢): فريضةً، فَعِيلة بمَعْنَى مفعولةٍ، مُشْتَقَّة من الفَرْض، وهو التَّقديرُ؛ لقَولِه تعالى: ﴿فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ﴾ [البَقَرَة: ٢٣٧]؛ أيْ: قَدَّرتم.

وتأْتِي (٣) بِمَعْنَى القَطْع؛ لقَوله تعالى: ﴿نَصِيبًا مَفْرُوضًا﴾ [النِّسَاء: ٧]؛ أيْ: مَقْطوعًا، وبِمَعْنَى الحزّ (٤)، يُقالُ: فَرْضُ القَوْس، وفرضته: الحَزُّ (٥) الذي فيه الوَتَرُ، وفرضة النَّهر (٦)؛ أيْ: ثلمَتُه، وبِمَعْنَى التَّبْيِين؛ لقَولِه تعالى: ﴿فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ﴾ [التّحْريم: ٢] أيْ: بَيَّنَ، وبمَعْنَى الإنْزالِ؛ لقَولِه تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ﴾ [القَصَص: ٨٥]؛ أيْ: أنْزَلَ، وبِمَعْنَى الإحْلال؛ لقَولِه تعالى: ﴿مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ﴾ [الأحزَاب: ٣٨] أيْ: أحلَّ، وبِمَعْنَى العَطاء، تقولُ العربُ: ما أَصَبْتُ منه فَرْضًا.

ولَمَّا كان عِلْمُ الفرائض مُشْتَمِلاً على هذه المعاني؛ لِمَا فِيهِ من السِّهام المقدَّرة، والمقادير المنقَطِعَة، والعَطاءِ المجرَّد، وقد بَيَّن لكلِّ وارِثٍ نصيبَه وأحلَّه له؛ سُمِّيَ بذلك.

ويُقالُ للعالِمِ به: فَرَضِيٌّ (٧)، وفارِضٌ، وفَرِيضٌ؛


(١) في (ق): وافترض.
(٢) في (ق): الركاب.
(٣) في (ظ): ويأتي.
(٤) في (ق): الخبر.
(٥) في (ق): الحر.
(٦) في (ق): النهي.
(٧) في (ق): فرض.