للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فَصلٌ (١)

(وَإِنْ حَلَفَ لَا يَلْبَسُ شَيْئًا، فَلَبِسَ ثَوْبًا، أَوْ دِرْعًا، أَوْ جَوْشَنًا، أَوْ خُفًّا (٢)، أَوْ نَعْلاً؛ حَنِثَ)؛ لِأنَّه مَلْبوسٌ حقيقةً وعُرْفًا، فحَنِثَ به كالثِّياب، لكِنْ لو أدْخَلَ يده (٣) في الخُفِّ أو النَّعْل؛ لم يَحنَثْ.

وإنْ حَلَفَ لا يَلبَسُ ثَوبًا؛ حَنِثَ كَيفَ لَبِسَه، ولو تعمَّمَ به، ولو (٤) ارْتَدَى بسَراوِيلَ، أو اتَّزَرَ بقميصٍ، لا بِطَيِّهِ، ولا بتَرْكِه على رأسه، ولا بنَومِه عَلَيهِ.

وإنْ تَدثَّرَ به؛ فَوَجْهانِ.

وإنْ قال: قميصًا، فاتَّزَرَ به؛ لم يَحنَثْ، وإن ارْتَدَى؛ فَوَجْهانِ.

(وَإِنْ حَلَفَ لَا يَلْبَسُ حَلْيًا، فَلَبِسَ حِلْيَةَ ذَهَبٍ، أَوْ فِضَّةٍ، أَوْ جَوْهَرٍ؛ حَنِثَ)؛ لقوله تعالى: ﴿وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا﴾ [فَاطِر: ١٢]، وقَولِه تعالى: ﴿يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أْسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا﴾ [فَاطِر: ٣٣]، وقال ابنُ عُمَرَ (٥): «قال اللهُ تعالى للبحر الشَّرْقِيِّ: إنِّي جاعِلٌ فِيكَ الحِلْيَةَ، والصَّيدَ، والطِّيب» (٦)،


(١) قوله: (فصل) سقط من (ظ) و (م).
(٢) قوله: (أو خفًّا) سقط من (ن).
(٣) في (م): يدًا.
(٤) في (ن): أو.
(٥) كذا في النسخ الخطية، وصوابه كما في المغني والشرح الكبير والمصادر: ابن عمرو.
(٦) أخرجه سعيد بن منصور (٢٣٨٩) قال: أخبرنا خالد بن عبد الله، عن سهيل بن أبي صالح، عن النعمان بن أبي عياش الزرقي، عن عبد الله بن عمرو ، قال: «كلّم الله هذا البحر الغربيَّ، فقال: يا بحرُ إني خلقتُك، وأحسنتُ خلقك، وأكثرتُ فيك من الماء، وإني حاملٌ فيك عبادًا لي يكبِّروني، ويحمدوني، ويسبِّحوني، ويهلِّلوني، فكيف أنت فاعل بهم؟ قال: أُغرِقهم، قال: بأسك في نواحيك، وأحملهم على يديّ، وكلّم الله البحر الشرقيّ، فقال: يا بحر إني خلقتُك، وأحسنتُ خلقك، وأكثرتُ فيك من الماء، وإني حامل فيك عبادًا لي يكبِّروني، ويحمدوني، ويسبِّحوني، ويهللوني، فكيف أنت فاعل بهم؟ فقال: إذًا أسبِّحك معهم، وأهلِّلك معهم، وأحملهم بين ظهري وبطني، فأثابه ربه الحلية والصيد». وسنده حسن صحيح موقوفًا، وقد أخرجه البزار (٩١٠٨) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا به. وضعفه البزار، وابن عدي، وابن الجوزي وابن كثير، قال البزار: (وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة إلا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر - يعني العمري -، وهو منكر الحديث، وقد رواه سهيل عن النعمان بن أبي عياش عن عبد الله بن عمرو موقوفًا). وقال ابن عديٍّ: (وهو أفظع حديث أنكر عليه). ينظر: الكامل لابن عدي ٥/ ٤٥٤، العلل المنتاهية لابن الجوزي ١/ ٣٩ - ٤١، تفسير ابن كثير ٤/ ٥٦٢.