للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(فَصْلٌ)

(وَلَا يَصِحُّ صَوْمٌ) إلاَّ بنيَّةٍ، ذَكَرَه بعضُهم إجْماعًا (١)؛ كالصَّلاة والحجِّ، (وَاجِبٌ إِلاَّ أَنْ يَنْوِيَهُ مِنَ اللَّيْلِ)؛ لما رَوَى ابنُ عمر عن حفصةَ: أنَّ النَّبيَّ قال: «من لم يُجمِع الصِّيامَ قَبْلَ الفَجْر؛ فلا صِيامَ له» رواه الخمسةُ، قال التِّرمذيُّ والخطَّابِيُّ: رفَعَه عبدُ الله بن أبِي بكرِ بن عمرو بن حزْمٍ، عن الزُّهريِّ، عن سالم، عن أبيه، وعمرٌو من الثِّقات (٢)، ووافقه على رَفْعِه ابنُ جُرَيجٍ عن الزُّهْريِّ، رواه النَّسائيُّ، ولم يُثْبِتْ أحمدُ رَفْعَه، وصحَّح التِّرمذيُّ أنَّه مَوقوفٌ علَى ابن عُمَرَ (٣)، وعن عائشةَ مرفوعًا: «مَنْ لم يُبيِّت الصِّيامَ قبل طلوع الفَجْر؛ فلا صيامَ له» رواه الدَّارَقُطْنيُّ، وفي لفظٍ للزهري (٤): «من لم يُبيِّت الصِّيامَ من اللَّيل فلا صيامَ له» (٥).


(١) ينظر: المغني ٣/ ١٠٩.
(٢) كذا في النسخ الخطية، ولعله سبق قلم، وصوابه: عبد الله بن أبي بكر بن عمرو.
(٣) أخرجه أحمد (٢٦٤٥٧)، وأبو داود (٢٤٥٤)، والترمذي (٧٣٠)، والنسائي (٢٣٣٣)، وابن ماجه (١٧٠٠)، وابن خزيمة (١٩٣٣)، من طريق عبد الله بن أبي بكر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن حفصة به مرفوعًا، وأخرجه ابن أبي شيبة (٩١١٢)، والدارقطني (٢٢١٧)، من طريق ابن عيينة، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن حفصة به موقوفًا، ورواه موقوفًا عن الزهري جماعة من أصحابه، ورجح أحمد والبخاري وأبو داود وأبو حاتم والترمذي والنسائي وجمع من الأئمة وقفه، وصحح الرفع آخرون، منهم ابن خزيمة وابن حبان والحاكم والألباني، وقال الخطابي: (أسنده عبد الله بن أبي بكر، وزيادة الثقة مقبولة)، وقال الدارقطني: (رفعه عبد الله بن أبي بكر عن الزهري، وهو من الثقات الرفعاء)، ورواية النسائي التي أشار إليها المصنف أخرجها النسائي (٢٣٣٤) لكنه قال عنها: (حديث ابن جريج عن الزهري غير محفوظ)، ينظر: البدر المنير ٥/ ٦٥٠، الفتح ٤/ ١٤٢، التلخيص الحبير ٢/ ٤٠٨، الإرواء ٤/ ٢٥.
(٤) في (د) و (و): الزهري.
(٥) حديث عائشة أخرجه الدارقطني (٢٢١٣)، وقال: (تفرد به عبد الله بن عباد، عن المفضل بهذا الإسناد، وكلهم ثقات)، وقال ابن عبد الهادي: (وفي قوله نظر، فإن عبد الله بن عباد: غير مشهور، ويحيى بن أيوب: ليس بالقوي، وقد اختلف عليه فيه)، وعبد الله بن عباد قال ابن حبان عنه: (يقلب الأخبار، روى عن المفضل بن فضالة، عن يحيى بن أيوب، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة)، فذكر الحديث ثم قال: (وهذا مقلوب؛ إنما هو عند يحيى بن أيوب عن عبد الله بن أبي بكر الصديق، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن حفصة، صحيح من غير هذا الوجه فيما يشبه هذا). ينظر: المجروحين ٢/ ٤٦، تنقيح التحقيق ٣/ ١٧٨.