للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الآجُرِّي، ومن ثَمَّ (١) حكاية صاحب «التلخيص» الخلاف في شعر غير (٢) الآدمي والقطع بالطَّهارة فيه؛ غريب، ولما تقدَّم من حديث عبد الله بن عُكَيم: «لا تَنْتَفِعوا من الميتة بشيء (٣)»، ولعموم قوله تعالى: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ﴾ [المَائدة: ٣].

وجوابه: بأنَّ المراد بالآية الحياة الحيوانيَّة، ومن (٤) خاصِّيتها الحس والحركة الإراديَّة، وهما منتفيان [في] (٥) الشَّعْر، ووبَرٌ كشعْر.

ودخل في قولنا: (من الميتة الطَّاهرةِ في الحياة) شعر الهرَّة ونحوها، واختاره المؤلف وابن عقيل، وقيل بنجاسته بعد الموت؛ لزوال علَّة الطَّواف به (٦).

وجعل القاضي الخلاف في المنفصل في حياته أيضًا، وألحق ابن البنَّاء بذلك سباع البهائم إذا قلنا بطهارتها.

فأمَّا أصول الشَّعر والرِّيش إذا نتف من الميتة وهو رطب؛ فهو نجِس برطوبة الميتة، وهل يطهر بالغسل؟ فيه وجهان.

ونقل أبو طالب: ينتفع بصوفها إذا غسل، قيل: فَريشُ الطير؟ قال: هذا أبعد (٧).

وحرَّم (٨) في «المستوعب» نتفَ ذلك من حيٍّ؛ لإيلامِه، وكرهه في «النهاية».


(١) قوله: (ثم) سقط من (و).
(٢) في (أ): غير شعر.
(٣) قوله: (بشيء) سقط من (أ) و (ز).
(٤) في (أ): وفي.
(٥) قوله: (في) سقطت من الأصل ومن (أ) و (و).
(٦) قوله: (به) سقط من (أ).
(٧) في (أ): فهذا أبعد. ينظر: الفروع ١/ ١٢٢.
(٨) في (و): جزم.