للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لِأَخْبارٍ منها: ما رَوَى زيدُ بنُ ثابِتٍ قال: «تسحَّرْنا مع النَّبيِّ ثُمَّ قُمْنا إلَى الصَّلاة»، قلت: كمْ كان بَيْنَهما؟ قال: «قدْرُ خَمْسِينَ آيةً» متَّفقٌ عليه (١)، ولأِنَّه أقْوَى علَى الصَّوم، وللتَّحفُّظِ مِنَ الخَطَأ، والخروج من الخلاف.

وظاهِرُه: أنَّه يستحب (٢) ولو شكَّ في الفجر، ونقله أبو داود عن الإمام: أنَّه يَأكُل حتى يَستَيْقِنَ طلوعَه (٣)، وجزم به ابن الجَوزيِّ، يؤيِّده ما قال الآجُرِّيُّ: لو قال لعالِمَيْن: ارقُبا الفَجْرَ، فقال أحدُهما: طلَع، وقال الآخر (٤): لا؛ أَكَل حتَّى يتَّفِقَا، وقاله جَمْعٌ من الصَّحابة وغيرهم (٥).

وتَحصُلُ الفضيلةُ بأكْلٍ أوْ شربٍ؛ لحديث أبِي سَعِيدٍ: «ولو أن يَجرَع


(١) أخرجه البخاري (١٩٢١)، ومسلم (١٠٩٧).
(٢) في (د) و (و): مستحب.
(٣) ينظر: مسائل أبي داود ص ١٣٤.
(٤) في (د) و (و): آخر.
(٥) ذكر في الفروع ٥/ ٣٠ أثر أبي بكر وابن عباس ثم قال: (ولا يعرف لهما مخالف).
أثر أبي بكر : أخرجه ابن أبي شيبة (٩٠٥٨)، عن عون بن عبد الله، قال: دخل رجلان على أبي بكر وهو يتسحر، فقال أحدهما: قد طلع الفجر، وقال الآخر: لم يطلع بعد، قال أبو بكر: «كُلْ، قد اختلفا». مرسلٌ ورجاله ثقات، عون بن عبد الله هو ابن عتبة بن مسعود، قال المزي في التهذيب ٢٢/ ٤٥٤: (يقال: إن روايته عن الصحابة مرسلة).
وأخرج عبد الرزاق (٧٦١٨)، عن أبي قلابة، أن أبا بكر كان يقول: «أجيفوا الباب لا يفجؤنا الصبح»، وهو مرسل ورجاله ثقات أيضًا، وأحدهما يتقوى بالآخر.
وأثر ابن عباس : أخرجه عبد الرزاق (٧٣٦٧)، عن عطاء قال: قال ابن عباس: «أحل الله لك الشراب ما شككت حتى لا تشك»، وإسناده صحيح.
وأخرج عبد الرزاق (٧٣٦٨)، وابن أبي شيبة (٩٠٥٧، ٩٠٦٧)، والبيهقي في الكبرى (٨٠٣٨)، عن أبي الضحى مسلم بن صبيح قال: قال رجل لابن عباس: أرأيت إذا شككت في الفجر، وأنا أريد الصيام؟ قال: «كُلْ ما شككت حتى لا تشك»، وإسناده صحيح.
وروي عن عمر وابنه : أخرج ابن أبي شيبة (٩٠٦٦)، عن عمر معناه بإسناد ضعيف، وأخرج أيضًا (٩٠٦٠)، عن ابن عمر معناه، بإسناد لا بأس به.