للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وَ) يُستحَبُّ (أَنْ يُفْطِرَ عَلَى تَمْرٍ (١)، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؛ فَعَلَى المَاءِ)؛ لمَا رَوَى سَلْمَانُ بنُ عامِرٍ مرفوعًا: «إِذَا أفْطَر أحدُكم؛ فلْيُفْطِرْ علَى تَمْرٍ؛ فإنْ لَم يَجِدْ؛ فعلَى ماءٍ، فإنَّه طَهورٌ» رواه أبو داودَ والترمذي (٢).

والمذهبُ: أنَّه يُقدَّم عليهِمَا الرُّطَبُ؛ لحديث أنَسٍ المرفوعِ، رواه الترمذي (٣)، وقال: حسَنٌ غريبٌ (٤).

واعتَذَر عنه ابنُ المُنَجَّى، فقال: إنَّ الرُّطَبَ لا يُوجَدُ في بلاد الشَّام.

وفِي «الوجيز»: أنَّه مُخَيَّرٌ بينها (٥) من غير تقديمٍ لبعضها (٦) علَى بعضٍ.

(وَأَنْ يَقُولَ عِنْدَ فِطْرِهِ: اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ، وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ، سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، اقْتَصَرَ عليه جماعةٌ، رواهُ الدَّارَقُطْنِيُّ مِنْ حديث أنَسٍ وابنِ عبَّاسٍ، وفِيهِمَا: «تَقَبَّلْ منَّا» (٧)، وذَكَرَه أبو الخطَّاب، وهو أَوْلَى.


(١) في (ب) و (د) و (ز) و (و): التمر.
(٢) أخرجه أحمد (١٦٢٢٥)، وأبو داود (٢٣٥٥)، والترمذي (٦٩٥)، وابن ماجه (١٦٩٩)، وابن خزيمة (٢٠٦٧)، وابن حبان (٣٥١٥)، من طريق حفصة بنت سيرين، عن الرباب، عن سلمان بن عامر الضبي به، قال الترمذي: (حسن صحيح)، والرباب هي بنت صليع، أم الرائح الضبية البصرية، لم يرو عنها إلا حفصة، وقال المزي: (استشهد بها البخاري)، وذكرها ابن حبان في الثقات، قال ابن حجر: (مقبولة)، وفي توجيه تصحيح الترمذي قال ابن الملقن: (ولعله علم حال الرباب بنت صليع فإنها مستورة، وقد ذكرها ابن حبان في ثقاته)، وصححه ابن خزيمة وابن حبان، وضعفه الألباني. ينظر: البدر المنير ٥/ ٦٩٧، تهذيب الكمال ٣٥/ ١٣١، ضعيف سنن أبي داود ٢/ ٢٦٣.
(٣) قوله: (والمذهب أنه يقدم عليهما الرطب؛ لحديث أنس المرفوع، رواه الترمذي) سقط من (ب) و (ز).
(٤) سبق تخريجه ٣/ ٥٦٠ حاشية (٥).
(٥) في (ب) و (د) و (ز) و (و): بينهما.
(٦) في (أ): لبعض.
(٧) حديث أنس : أخرجه الطبراني في الأوسط (٧٥٤٩)، وفيه داود بن الزبرقان، وهو متروك. ولم نقف عليه في كتب الدارقطني.
وحديث ابن عباس : أخرجه الطبراني في الكبير (١٢٧٢٠)، والدارقطني: (٢٢٨٠)، بلفظ: «اللهم لك صمنا، وعلى رزقك أفطرنا، فتقبل منا إنك أنت السميع العليم»، وفي إسناده عبد الملك بن هارون بن عنترة يرويه عن أبيه، وهو وأبوه ضعيفان، قاله الدارقطني وغيره.
وأخرج أبو داود (٢٣٥٨)، من طريق هشيم، عن حصين، عن معاذ بن زهرة أنه بلغه: أن النبي كان إذا أفطر قال: «اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت»، قال ابن الملقن: (وهذا إسناد حسن لكنه مرسل؛ معاذ بن زهرة لم يدرك النبي ، وقال الألباني: (معاذ هذا تابعي مجهول، وبالإرسال أعله الحافظ المنذري). ينظر: البدر المنير ٥/ ٧١٠، ضعيف سنن أبي داود ٢/ ٢٦٤.