للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال (١) القاضِي: وكل (٢) اسمٍ فيه تفخيمٌ وتعظيمٌ؛ كالملك، بخلاف حاكم الحكَّام، وقاضِي القضاة؛ لعدم التَّوقيف، وبخلاف الأوحد، فإنَّه يكون في الخير والشَّرِ، ولأنَّ الملِك هو المستحِقُّ للملك، وحقيقتُه: إمَّا التَّصرُّف التَّامُّ، أو التصرف الدَّائم، ولا يَصِحَّان إلاَّ لله تعالى، ولأحمدَ: «اشتدَّ غضب الله تعالَى علَى رَجُلٍ يُسَمَّى بملك الأملاك، لا ملك إلا الله» (٣).

وأفْتَى أبو عبد الله الصيمري (٤) الحَنَفِيُّ (٥)، وأبو الطَّيِّب الطَّبَريُّ الشَّافِعِيُّ، وأبو الحسن (٦) التَّميميُّ الحنبلِيُّ: بالجواز، والماوَرْدِيُّ بعدَمه (٧)، وجزم به في «شرح مسلمٍ» (٨).

ويَحْرُم عبد العُزَّى، وعبد عمرو، وعبد الكعبة، وما أشْبَهُه، حكاه ابنُ حزمٍ اتِّفاقًا (٩).


(١) في (ب) و (و): وقال.
(٢) في (ب) و (و): كل.
(٣) أخرجه أحمد (١٠٣٨٤)، وإسحاق بن راهويه (٥٠١)، والحاكم (٧٧٢٤)، من حديث أبي هريرة مرفوعًا، وهو من رواية خلاس بن عمرو الهجري عن أبي هريرة، قال أحمد: (لم يسمع من أبي هريرة شيئًا)، وأصله في البخاري (٦٢٠٦)، ومسلم (٢١٤٣) بلفظ: «أخنع الأسماء عند الله رجل تسمى بملك الأملاك». ينظر: جامع التحصيل ص ١٧٢.
(٤) في (و): الضيمري. وفي (أ): الضميري.
(٥) هو: الحسين بن علي بن محمد بن جعفر، أبو عبد الله الصيمري، قاض فقيه، شيخ الحنفية ببغداد، أصله من صيمر من بلاد خوزستان، من مصنفاته: مناقب الإمام أبي حنيفة، ومسائل الخلاف في أصول الفرق، توفي سنة ٤٣٦ هـ. ينظر: الجواهر المضية ١/ ٢١٤، سير أعلام النبلاء ١٧/ ٦١٥.
(٦) في (أ): الحسين.
(٧) ينظر: الفروع ٦/ ١٠٥.
(٨) ينظر: شرح مسلم ١٤/ ١٢١.
(٩) ينظر: مراتب الإجماع ص ١٥٤.