للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد ورد أيضًا: «حم (١) لا يُنصَرون» (٢)، ولأِنَّ الإنسان ربَّما احتاج إلى نصرة صاحبه، وربَّما يهتدي بها إذا ضلَّ، قال في «الشَّرح»: ولئلاَّ يقع بعضُهم على بعضٍ.

(وَيَتَخَيَّرُ لَهُمُ الْمَنَازِلَ)؛ أي: أصلحها لهم كالخصبة؛ لأِنَّها أرفق بهم، وهو من مصلحتهم، (وَيَتَّبِعُ مَكَامِنَهَا)، وهي جمع: مَكْمَنٍ، وهو المكان الذي يختفي فيه العدوُّ، (فَيَحْفَظُهَا)؛ لِيأْمَنَ هجومَ العدوِّ عليهم.

(وَيَبْعَثُ الْعُيُونَ عَلَى الْعَدُوِّ)؛ لأِنَّه بعث الزُّبَير يوم الأحزاب (٣)، وحذيفة بن اليمان في غزاة الخندق (٤)، ودِحيةَ الكَلْبِيَّ في أخرى (٥)، وقد أشار المؤلِّف إلى العِلَّة فقال: (حَتَّى لَا يَخْفَى عَلَيْهِ أَمْرُهُمْ)، فيتحرَّز منهم، ويتمكَّن من (٦) الفرصة.

(وَيَمْنَعُ جَيْشَهُ مِنَ الْفَسَادِ)؛ كتخريبٍ (٧) وحَرْقٍ ونحوِه (٨)، (وَالمَعَاصِي)؛


(١) سقطت من (أ).
(٢) أخرجه أبو داود (٢٥٩٧)، والترمذيُّ (١٦٨٢)، والنَّسائي في الكبرى (٨٨١٠)، والحاكم (٢٥١٢)، عن المُهلَّب بن أبي صُفرة، قال: أَخْبرني منْ سمع النبيَّ يقول: «إنْ بُيِّتُّم فليكن شعاركم: حم لا ينصرون»، وجهالة الصَّحابيِّ لا تضرُّ، وهو البراء بن عازب كما عند الحاكم وغيره، والحديث صحَّحه الحاكم وابن كثير والألباني. ينظر: تفسير ابن كثير ٧/ ١٢٧، السِّلسلة الصَّحيحة (٣٠٩٧).
(٣) أخرجه البخاريُّ (٤١١٣)، ومسلمٌ (٢٤١٥)، من حديث جابر بن عبد الله .
(٤) أخرجه مسلمٌ (١٧٨٨)، من حديث حذيفة بن اليمان .
(٥) لعلَّ مراده: ما أخرجه ابن سعد في الطَّبقات (٤/ ٢٤٠)، والبيهقيُّ في الكبرى (١٨١٩٩)، وابن عبد البر في التَّمهيد (٢٠/ ٧)، وابن عساكر في التَّاريخ (١٧/ ٢١٠)، عن مجاهدٍ، قال: بعثَ رسول الله دحيةَ الكلبيَّ سريةً وحده. قال ابن عساكر: (مرسل إلا أنَّ إسناده صحيحٌ).
(٦) قوله: (من) سقط من (ب) و (ح).
(٧) في (أ): كتخريبه.
(٨) في (ح): ونحر.