للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حُجْرٍ المدري: «أنَّ في صدقةِ رسولِ الله أنْ يأكُلَ أهلُه منها بالمعْروفِ» (١)، «وشَرَطَ عمرُ (٢) أكْلَ الوالي (٣) عَلَيها، وكان هو الواليَ (٤) عَلَيها» (٥)، وفَعَلَه جماعةٌ من الصَّحابة (٦).

وقيل: لا يَصِحُّ الوَقْفُ؛ لأِنَّه إزالةُ ملْكٍ، فلم يَجُز اشْتِراطُ نَفْعه لنفسه؛ كالبيع.

وقيل: لا يَصِحُّ شَرْطُه.

فإنْ صحَّ، فمات في أثْناء المدَّة؛ كان لِوَرَثَتِه، ويَصِحُّ إجارتُها.

(الثَّالِثُ: أَنْ يَقِفَ عَلَى مُعَيَّنٍ يَمْلِكُ)؛ لأِنَّ الوَقْفَ تَملِيكٌ، فلم يَصِحَّ على غَيرِ مُعَيَّنٍ؛ كالهِبة، (وَلَا يَصِحُّ عَلَى مَجْهُولٍ؛ كَرَجُلٍ وَمَسْجِدٍ)؛ لِمَا ذَكَرْنا، ولا (٧) على أحدِ هذَينِ، وفيه وجْهٌ بِناءً على أنَّه لا يَفْتَقِرُ إلى قَبولٍ.

ولا على معدومٍ أصْلاً؛ كوقْفه (٨) على مَنْ سَيُولَدُ لي أوْ لِفُلانٍ، وصحَّحه


(١) أخرجه ابن أبي شيبة (٣٦١١٤)، عن ابن عيينة به، ورواه أحمد عنه واحتج به كما في الوقوف للخلال (ص ٢٥)، وحجر هو ابن قيس الهمداني المدري تابعي ثقة.
(٢) في (ق): ابن عمر.
(٣) في (ح): الولي.
(٤) في (ح): الولي.
(٥) تقدم تخريجه ٦/ ٤١٧ حاشية (٧).
(٦) من ذلك: ما علقه البخاري بصيغة الجزم (٤/ ١٣)، ووصله البيهقي في الكبرى (١١٩٠١)، عن أنس ، أنه وقف دارًا بالمدينة، فكان إذا حجَّ مرَّ بالمدينة فنزل داره. وإسناده جيد، في إسناده عبد الله بن المثنى، وحديثه حسن.
ومن ذلك أيضًا: ما علقه البخاري بصيغة الجزم (٤/ ١٣)، ووصله ابن سعد في الطبقات (٤/ ١٦٢)، من طريق عبد الله بن عمر، عن نافع قال: تصدق ابن عمر بداره محبوسة، لا تباع ولا توهب، ومن سكنها من ولده لا يخرج منها، ثم سكنها ابن عمر. وعبد الله بن عمر العمري ضعيف.
(٧) في (ق): ومثله.
(٨) في (ق): كوقفته.