للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(وَهُوَ أَنْ يَقُولَ: أَعْمَرْتُكَ هَذِهِ الدَّارَ)، أَوْ أعْطَيتُك، (أَوْ أَرْقَبْتُكَهَا (١)، قال ابنُ القَطَّاع (٢): أرْقَبْتُك: أعْطَيْتُك (٣)، وهي هِبَةٌ تَرجِعُ إلى المرْقِبِ إنْ ماتَ المرْقَبُ، وقد نُهي عنه (٤)، والفاعِلُ منهما: مُعْمِرٌ، ومُرْقِبٌ -بكسر الميم الثانية (٥) والقاف-، والمفعولُ بِفَتْحِهما.

وقال أبو السَّعادات: يقال: أعْمَرْتُه الدَّارَ؛ أي: جَعَلْتُها له يَسكُنُها مدَّةَ عمره (٦)، فإذا مات عادت إليَّ، كذا كانوا يَفعَلُونَه في الجاهليَّة، فأبْطَلَ ذلك الشَّرعُ، وأعْلَمَهم أنَّ مَنْ أعَمْرَ شَيئًا أوْ أرْقَبَهُ في حياته؛ فهو له ولورثته من بَعْدِه (٧).

(أَوْ جَعَلْتُهَا لَكَ عُمُرَكَ)، أوْ عُمُرِي، (أَوْ حَيَاتَكَ)، أوْ ما بَقِيتَ؛ (فَإِنَّهُ)؛ أيْ: ذلك وهو العُمْرَى والرُّقْبَى (يَصِحُّ) في قَولِ أكثرِ العلماء.

وحُكِيَ عن بعضِهم ضِدُّه؛ لقوله : «لا تُعْمِرُوا ولا تُرْقِبُوا» (٨)، هذا نَهيٌ، وهو يقتضي (٩) الفسادَ.


(١) قوله: (وهو أن يقول: أعمرتك … ) إلى هنا سقط من (ح).
(٢) هو: علي بن جعفر بن علي السعدي، أبو القاسم، المعروف بابن القطاع، أحد أئمة الأدب واللغة، من تصانيفه: الأفعال، أبنية الأسماء، وغيرهما، توفي سنة ٥١٥ هـ. ينظر: وفيات الأعيان ٣/ ٣٣٢، سير أعلام النبلاء ١٩/ ٤٣٣.
(٣) في (ظ): أو أعْطَيْتُك.
(٤) ينظر: كتاب الأفعال لابن القطاع ٢/ ٢٣.
(٥) في (ح): والثانية.
(٦) في (ح): عمر.
(٧) ينظر: النهاية في غريب الحديث ٣/ ٢٩٨.
(٨) أخرجه أبو داود (٣٥٥٦)، والترمذي (٣٧٣١)، وابن حبان (٥١٢٧)، وصححه ابن حبان وابن دقيق العيد والألباني، وقال ابن عبد الهادي: (رواته ثقات). ينظر: المحرر (٩٥٢)، البدر المنير ٧/ ١٢٩، الإرواء ٦/ ٥٢.
(٩) في (ح): مقتضى.