للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

«الشَّرح» قَولاً، وظاهِرُ المتْنِ: أنَّه مِنْ جُمْلةِ الرِّوايةِ، وفي «شَرح المحرَّر»: أوْ مِنْ قَبِيلةٍ واحدةٍ.

(وَلَا عَمَلَ عَلَيْهِ)؛ لأِنَّ ما ذُكِرَ كان في بَدْءِ الإسلامِ، بدليلِ ما رَوَى ابنُ عبَّاسٍ: «أنَّ النَّبيَّ آخَى بَينَ أصحابِه، فكانوا يَتَوارَثُونَ بذلك، فَنَزَلَتْ الآيةَ ﴿وَأُولُو الأَرْحَامِ﴾ [الأنفَال: ٧٥]، فتَوارَثُوا بالنَّسَب» رواهُ الدَّارَقُطْنِيُّ، وفي إسْنادِه مَقالٌ (١).

(وَالْمُجْمَعُ عَلَى تَوْرِيثِهِمْ مِنَ الذُّكُورِ عَشَرَةٌ: الاِبْنُ، وَابْنُهُ وَإِنْ نَزَلَ)؛ لقَولِه تعالَى: الآيةَ ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ … (١١)[النِّسَاء: ١١]، وابنُ الاِبْنِ ابْنٌ؛ لقَولِه تعالى: ﴿يَابَنِي آدَمَ﴾ [الأعرَاف: ٢٦] ﴿يَابَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ [البَقَرَة: ٤٠].

(وَالْأَبُ، وَأَبُوهُ وَإِنْ عَلَا)؛ لقَولِه تعالَى: ﴿وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ﴾ [النِّسَاء: ١١]، والجَدُّ تَناوَلَه النَّصُّ؛ لِدُخُولِ وَلَدِ الاِبْنِ في عُمومِ الأولاد، وقِيلَ: ثَبَتَ فَرْضُه بالسُّنَّة؛ لأِنَّه « أعْطاهُ السُّدُسَ» (٢).


(١) أخرجه الطبراني في الكبير (١١٧٤٨)، والدارقطني (٤١٢٧)، من طريق سليمان بن معاذ، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس به، وسليمان بن معاذ هو ابن قرم بن معاذ الضبي، وبعض الأئمة فرق بين ابن معاذ وابن قرم، والصحيح أنهما واحد، وضعفه ابن معين والنسائي، وقال أحمد: (لا بأس به)، وقال أبو زرعة: (ليس بذاك)، قال ابن حجر: (سيئ الحفظ)، وسماك بن حرب روايته عن عكرمة مضطربة. ينظر: تهذيب الكمال ١٢/ ٥١، تهذيب التهذيب ٤/ ٢١٤.
وأخرج البخاري بمعناه (٤٥٨٠)، عن ابن عباس : «كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجري الأنصاري دون ذوي رحمه، للأخوة التي آخى النبي بينهم»، فلما نزلت: ﴿وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ﴾ نسخت، ثم قال: ﴿وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ من النصر والرفادة والنصيحة، وقد ذهب الميراث ويوصي له.
(٢) أخرجه سعيد بن منصور (٣٨)، وأحمد (٢٠٣١٠)، وأبو داود (٢٨٩٧)، والنسائي في الكبرى (٦٣٠١)، من طريق الحسن مرسلاً. وضعفه الشافعي والبيهقي بالانقطاع، لكن روي عند الطبراني في الكبير (٤٦٤)، والحاكم (٧٩٨٠) عن الحسن عن معقل بن يسار، واختلف في سماعه منه، فقال أبو حاتم: (لم يسمع منه)، وأثبت سماعه أبو داود والبزار وابن حبان، وأخرج البخاري ومسلم رواية الحسن عن معقل في الصحيح، وصحح الحديث الحاكم.
وأخرج أحمد (١٩٨٤٨)، وأبو داود (٢٨٩٦)، والترمذي (٢٠٩٩)، والنسائي في الكبرى (٦٣٠٣)، وابن الجارود (٩٦١)، عن الحسن، عن عمران بن حصين نحوه. وهو منقطع أيضًا، فإن الحسن لم يسمع من عمران، قاله ابن المديني وأبو حاتم، وضعفه المنذري والألباني، وصححه الترمذي وابن الجارود. ينظر: سؤالات الآجري لأبي داود ص ٢٧٤، المعرفة ٩/ ١٣٩، نصب الراية ١/ ٩٠، جامع التحصيل ص ١٦٤، ضعيف سنن أبي داود ٢/ ٣٩٦.