للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وسُمِّيَ، وصُلِّيَ عَلَيهِ، وإنْ وَقَعَ حَيًّا ولم يَسْتَهِلَّ؛ لم تَتِمَّ دِيَتُه، وفِيهِ غُرَّةٌ على العاقِلَة» (١).

(وَفِي مَعْنَاهُ: الْعُطَاسُ، وَالتَّنَفُّسُ، وَالاِرْتِضَاعُ)، وكذا في «المحرَّر» و «الوجيز»، وزاد: البُكاءَ، رَوَى يُوسفُ بن موسى عن أحمدَ أنَّه قال: يَرِثُ السِّقْطُ ويُورَثُ إذا اسْتَهَلَّ، فَقِيلَ له: مَا الاِسْتِهْلالُ؟ قال: إذا صاحَ أوْ عَطَسَ أوْ بَكَى (٢).

فَعَلَى هذا: كلُّ صوتٍ يُوجَدُ منه يُعلَمُ (٣) به حياتُه؛ فهو اسْتِهْلالٌ، وقالَهُ الزُّهْرِيُّ والقاسِمُ؛ لأِنَّه صَوتٌ عُلِمَت به حياتُه، أشْبَهَ الصُّراخَ.

وعَنْهُ: إذا عُلِمَتْ حياتُه بصَوتٍ أوْ حركةٍ أوْ رضاعٍ أوْ غَيرِه؛ وَرِثَ، وَثَبَتَ له أحكامُ المُسْتَهِلِّ، وقالَهُ الثَّورِيُّ وغَيرُه، ولأِنَّ ما ذُكِرَ في مَعْنَى الاِسْتِهْلالِ، فَثَبَتَ له حُكْمُه.

(وَمَا يَدُلُّ عَلَى الْحَيَاةِ)؛ كالبُكاء والحَركة الطَّويلة.

ولو قال: (وإذا اسْتَهَلَّ الموْلودُ) ك «الكافي» لكان أَوْلَى، لكِنْ خصَّه طائفةٌ بأنَّه لا يَرِثُ إلاَّ إذا اسْتَهلَّ صارِخًا، وذلك يُقَيَّدُ (٤) بأمْرَينِ:


(١) أخرجه البيهقي في الكبرى (١٢٤٨٦)، من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: «من السنة أن لا يرث المنفوس ولا يورث، حتى يستهل صارخًا»، وفي سنده موسى بن داود الضبي وهو صدوق له أوهام، وأشار أبو داود إلى إرساله فقال: (ورواه يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، أن رسول الله قال)، وذكره، وهو مرسل، ووصله أبو طاهر السلفي في الطيوريات (٢/ ٢٩٩)، لكن سنده ضعيف، قال ابن الملقن: (وإسناده ضعيف؛ لأن فيه عبد الله بن شبيب وهو واهٍ)، وكذا قال ابن حجر والألباني. ينظر: البدر المنير ٩/ ٣٤٣، التلخيص الحبير ٤/ ٣٦٤، الإرواء ٦/ ١٤٧.
(٢) ينظر: زاد المسافر ٤/ ١١٩.
(٣) في (ق): تعلم.
(٤) في (ق): يستند.