للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلو قال: إنْ نَهَيْتِني عن نَفْعِ أُمِّي فأنتِ طالِقٌ، فقالت له: لا تُعْطِها شَيئًا مِنْ مالي؛ لم يَحنَثْ؛ لأِنَّه نفع (١) مُحرَّمٌ، فلا يَتَناوَلُه يمينُه.

وقِيلَ: يَحنَثُ؛ لأِنَّ لَفْظَه عامٌّ.

فرعٌ: إذا قال: أنتِ طالِقٌ إنْ كلَّمتِ زيدًا ومحمَّدٌ مع خالِدٍ؛ لم تَطلُقْ حتَّى تكلم (٢) زيدًا في حال كون (٣) محمَّدٍ مع خالِدٍ؛ لأِنَّها حالٌ من الجملة الأولى.

وقال القاضي: تَطلُق بكلامِ زَيدٍ؛ لأِنَّ الجملةَ الثَّانيةَ اسْتِئْنافٌ، لا تَعلُّقَ لها بالأولى.

والأوَّلُ أصحُّ؛ كما لو تقدَّم الشَّرطُ، ولأِنَّه متى أمْكَنَ جَعْلُ الكلام مُتَّصِلاً كان أَوْلَى.

فلو قال: أنتِ طالِقٌ إنْ كلَّمتِ زيدًا إلى أنْ يَقدَمَ فُلانٌ، فكلَّمته قبلَ قدومه؛ طلَقَتْ، وإلاَّ فلا؛ لأِنَّ الغايةَ رَجَعَتْ إلى الكلام، لا إلى الطَّلاق، بخلاف ما لو قدَّم الشَّرطَ، فإنَّها تَطلُق بكلامه قبلَ قدوم فلانٍ أوْ بعدَه؛ لأِنَّ الغاية (٤) عادَتْ إلى الطَّلاق، والطَّلاقُ لا يَرتَفِعُ بعدَ وقوعه.


(١) في (م): يقع.
(٢) في (ظ): يكلم.
(٣) في (م): كونه.
(٤) في (م): العادة.