للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أشْبَهَ ما لو قال: أنتِ عليَّ كظَهْرِ أُمِّي، وإنَّما كان ذلك ظِهارًا؛ لأِنَّه قد أتى بالمنكَر مِنْ القَول والزُّور، وذلك مَوجودٌ في تشبيهِ عُضْوٍ منها بذلك.

(مِنْ نَسَبٍ)؛ كالأمَّهات والجَدَّات، (أَوْ رَضَاعٍ)؛ كالأمَّهات المرضِعات، والأخَواتِ من الرَّضاعة (١)؛ لاِسْتِوائهما في التَّحريم على التَّأبيد.

وعنه: لا يكونُ ظِهارًا، قاله الحُلْوانيُّ، حتَّى يُشبِّهَ جملةَ امرأته؛ لأِنَّه لو حَلَفَ بالله لا يَمَسُّ عُضْوًا منها لم يَسْرِ إلى غَيرِه.

والأوَّلُ المذْهَبُ؛ لأِنَّ تحريمَ المحرَّمات من النَّسب والرّضاع، إنَّما كان لِمَعانٍ نَظَرَ إليها الشَّارِعُ فِيهِنَّ، فحرَّمَهنَّ لتلك المعاني، وأباح الزَّوجة لمعنًى (٢) فيها، فإلْحاقُها في التَّحريم بمَنْ حرَّمه الله ﷿ افْتِراءٌ على الله، وتحريمٌ لِمَا أباحه الله مِنهُنَّ.

وظاهِرُه: ولو وَقَعَ منه بغَير العربيَّة.

فإنْ قال: كشعرِ أمِّي، أوْ سِنِّها، أوْ ظُفرِها؛ فلَغْوٌ؛ لأِنَّها لَيستْ من الأعضاء الثَّابِتةِ، وكذا (٣) الرِّيقُ والدَّم والرُّوحُ، وكوَجْهِي مِنْ وَجْهِك حرامٌ، ولَيسَ بِظِهارٍ نصَّ (٤) عليه (٥)، وأمِّي امرأتي، أوْ مِثْلُها، وفي «المبهج»: أنَّه كطَلاقٍ.

تنبيهٌ: إذا قال: أنتِ عليَّ، أوْ عِنْدِي، أوْ مِنِّي، أوْ مَعِي كأمِّي، أوْ مثلُ أمِّي، وأطْلَقَ؛ فهو ظِهارٌ.

وعنه: لا، اختاره في «الإرشاد» و «المغْنِي».


(١) في (م): الرضاع.
(٢) في (م): المعنى.
(٣) في (م): وكذلك.
(٤) في (م): ونص.
(٥) ينظر: المغني ٨/ ١١.