للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فلو أحال أحدُهما معنًى، كما لو نصب لامَ «رسول»؛ لأنَّه أخرجه عن كونه خبرًا، ومدَّ لفظةَ «أكبر»؛ لأنَّه يجعل فيها ألفًا، فتصير (١) جمع كَبَرٍ، وهو الطَّبْل، وأسقط الهاء من اسم الله والصَّلاة؛ بطل.

وتكره لُثْغَةٌ فاحِشةٌ، وإلَّا فلا بأس؛ لأنَّه (٢) روي: «أنَّ بلالاً كان يجعل الشِّينَ سينًا»، وفيه شيء (٣)، والفصيح أحسن وأكمل.

(وَيُسْتَحَبُّ لِمَنْ سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ أَنْ يَقُولَ كَمَا يَقُولُ، إِلَّا فِي الْحَيْعَلَةِ؛ فَإِنَّهُ يَقُولُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ)، كذا في «المحرَّر» و «الوجيز» نَصَّ عليه (٤)، ولا نَعلَم خلافًا في استحبابه (٥)؛ لما رَوى عمرُ: أنَّ رسولَ الله قال: «إذا قال المؤذِّن: اللهُ أكبر الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر، ثمَّ قال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثمَّ قال: أشهد أنَّ محمَّدًا رسول الله، فقال: أشهد أنَّ محمَّدًا رسول الله، ثمَّ قال: حيَّ على الصَّلاة، فقال: لا حول ولا قوَّة إلَّا بالله، ثمَّ قال: حيَّ على الفلاح، قال:


(١) في (و): فيكون.
(٢) في (و): به. مكان قوله: (لأنه).
(٣) أورده في المغني ١/ ٣١٢، والشرح الكبير ٣/ ١٠٤، ولم نقف عليه. قال العجلوني في كشف الخفاء (١/ ٥٣٢): (وقع لموفق الدين ابن قدامة في مغنيه، وقلَّده ابن أخيه الشيخ ابن عمر شمس الدين في شرح كتابه المقنع، وردَّ عليه الحفاظ).
وقال (١/ ٢٥٨): (قال في الدرر: لم يرد في شيء من الكتب. وقال القاري: ليس له أصل. وقال البرهان السفاقسي نقلًا عن الإمام المزي: إنه اشتهر على ألسنة العوام ولم يرد في شيء من الكتب). وينظر: المقاصد الحسنة للسخاوي ص ٣٩٧.
(٤) ينظر: المغني ١/ ٣٠٩، الفروع ٢/ ٢٦.
(٥) ينظر: المغني ١/ ٣٠٩.