للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(فَلَا يُتْرَكُ يَأْوِي إِلَى بَلَدٍ)، ذَكَرَه الأصْحابُ ونَصَرُوه؛ لقوله تعالى: ﴿أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ﴾ [المَائدة: ٣٣]، وظاهِرُه يَتناوَلُ نَفْيَه مِنْ جميعِها، وهو يَبطُلُ بنفي (١) الزَّاني إلى مكانٍ.

فعلى هذا: يُنفون (٢) مدَّةً تظهر (٣) فيها تَوبَتُهم، وتحسن (٤) سِيرتُهم، قدَّمه في «الرِّعاية» و «الفُروع».

وقِيلَ: يُنفَونَ عامًا؛ كالزَّاني.

(وَعَنْهُ: أَنَّ نَفْيَهُ تَعْزِيرُهُ بِمَا يَرْدَعُهُ (٥)؛ مِنْ: ضَرْبٍ، وحَبْسٍ، ونَفْيٍ؛ لأِنَّ الغَرَضَ الرَّدْعُ، وهو حاصِلٌ بما ذُكِرَ.

وفي (٦) «التبصرة»: بهما.

وعَنه: نَفْيُهم حَبْسُهم، اختاره ابنُ أبي موسى، حتَّى يُحْدِثُوا توبة.

وفي «الواضح» وغيرِه رِوايَةٌ: أنَّ نفيه (٧): طَلَبُ الإمام لهم؛ لِيُقِيمَ فيهم حدودَ الله تَعالَى، ورُوِيَ عن ابن عبَّاسٍ (٨).


(١) في (م): نفي.
(٢) في (م): نفوا.
(٣) في (م) و (ن): يظهر.
(٤) في (ن): ويحسن.
(٥) قوله: (بما يردعه) سقط من (ن).
(٦) في (م): في.
(٧) في (ظ): نفيهم.
(٨) أخرجه الشافعي في الأم (٦/ ١٦٤)، أخبرنا إبراهيم، عن صالح مولى التوأمة، عن ابن عباس في قطاع الطريق: «إذا قتلوا وأخذوا المال، قتلوا وصلبوا وإذا قتلوا ولم يأخذوا المال، قتلوا ولم يصلبوا وإذا أخذوا المال ولم يقتلوا، قطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف وإذا هربوا طلبوا حتى يوجدوا فتقام عليهم الحدود وإذا أخافوا السبيل ولم يأخذوا مالاً نفوا من الأرض»، وإبراهيم هو ابن أبي يحيى الأسلمي، وهو متروك، وتقدم تخريجه ٩/ ٦٢٥ حاشية (٧).