للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(كَالشَّيْءِ، وَالمَوْجُودِ)، والحيِّ، والعالِمِ، والمؤمِنِ، والكريمِ، والشَّاكرِ؛ (فَإِنْ لَمْ يَنْوِ بِهِ اللهَ تَعَالَى؛ لَمْ يَكُنْ يَمِينًا)؛ لِأنَّ الحَلِفَ الَّذي تَجِبُ به الكَفَّارةُ لم يُقصَدْ، ولا اللَّفْظُ ظاهِرٌ في إرادته، فَوَجَبَ ألَّا يترتَّب (١) عَلَيهِ ما يَترتَّبُ على الحَلِف بالله تَعالَى.

(وَإِنْ نَوَاهُ كَانَ يَمِينًا) على المذْهَب؛ لِأنَّه يَصِحُّ أنْ يُقسِمَ بشَيءٍ يَصِحُّ أنْ يُرادَ به اللهُ تعالى قاصِدًا به الحَلِفَ، فكان يمينًا مُكفَّرةً؛ كالملِكِ، والقادِرِ.

(وَقَالَ الْقَاضِي: لَا تَكُونُ (٢) يَمِينًا أَيْضًا)؛ لِأنَّ اليمينَ إنَّما تَنعَقِدُ بحُرْمةِ الاِسْمِ، فَمَعَ الاِشْتِراك لا يكُونُ له حُرْمَةٌ، والنِّيَّةُ المجَرَّدةُ لا تَنعَقِدُ بها اليمينُ.

وجَوابُه: أنَّه أقْسَمَ باسْمِ الله (٣) تعالى قاصِدًا الحلف (٤) به، فكان يمينًا، وما انعقدت (٥) بالنِّيَّة المجَرَّدة، وإنَّما انعقدت (٦) بالاِسْم المحْتَمِلِ المرادِ به اسْمُ الله تعالَى، فإنَّ النِّيَّةَ تَصْرِفُ اللَّفْظَ إلى بَعْضِ مُحتَمَلاته، فيصير (٧) كالمصرَّح به؛ كالكِنايات.

(وَإِنْ قَالَ: وَحَقِّ اللهِ، وَعَهْدِ اللهِ، وَايْمُ اللهِ، وَأَمَانَةِ اللهِ (٨)، وَمِيثَاقِهِ، وَقُدْرَتِهِ، وَعَظَمَتِهِ، وَكِبْرِيَائِهِ، وَجَلَالِهِ، وَعِزَّتِه (٩)، وَنَحْوَ ذَلِكَ؛ فَهُوَ يَمِينٌ)، وفِيهِ مَسائِلُ:


(١) في (ن): ترتب.
(٢) في (م): لا يكون.
(٣) قوله: (باسم الله) في (م): بالله.
(٤) في (ن): للحلف.
(٥) في (م): انعقد.
(٦) في (م): انعقد.
(٧) في (ن): فيعتبر.
(٨) في (م): وأمانته.
(٩) قوله: (وعزته) سقط من (ظ) و (م).