للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وَاللهِ، فِي عُرْضِ حَدِيثِهِ)، عُرْضُ الشَّيء؛ بالضَّمِّ: جانِبُه، وبالفَتْح: خِلافُ طُولِه؛ (فَلَا (١) كَفَّارَةَ عَلَيْهِ) على الأصحِّ، وهو قَولُ أكْثَرِهم؛ لِأنَّها مِنْ لَغْوِ اليمين؛ لمَا رَوَى عَطاءٌ، عن عائشةَ: أنَّ النَّبيَّ قال: «اللَّغْوُ في اليمين: كَلامُ الرَّجُل في بَيتِه: لا (٢) واللهِ، وبَلَى واللهِ» رواهُ أبو داودَ، قال: ورواه (٣) الزُّهْرِيُّ وعبدُ الله بنُ أبي سُلَيمانَ ومالِكُ بنُ مِغْوَلٍ، عن عَطاءٍ، عن عائشةَ موقوفًا (٤)، وكذا رَواهُ البُخارِيُّ (٥)، ولأنَّ اللَّغو (٦) في كَلامِ العرب: الكلام (٧) غيرُ المعْقُود عَلَيهِ، وهذا كذلك.

وذَكَرَ ابنُ هُبَيرةَ: أنَّه إذا جَرَى على (٨) لسانه يَمينٌ على قَولٍ مُستَقْبَلٍ، فإنَّ يمينَه تَنعَقِدُ في رِوايةٍ، فإنْ حَنِثَ فِيهَا؛ وَجَبَت الكَفَّارةُ.


(١) في (ن): ولا.
(٢) قوله: (لا) سقط من (م).
(٣) في (م): وقال: رواه.
(٤) في (ظ): مرفوعًا.
(٥) أخرجه أبو داود (٣٢٥٤)، وابن حبان (٤٣٣٣)، والبيهقي في الكبرى (١٩٩٣٦)، من طريق حسان بن إبراهيم، حدّثنا إبراهيم يعني الصائغ، عن عطاء، عن عائشة به مرفوعًا. وإسناده رجاله ثقات، إلاّ حسّان بن إبراهيم الكوفيَّ، فإنه متكلّم فيه من قبل حفظه، وقد استنكر عليه أحمد أحاديث، قال ابن عديّ: (حدّث بإفرادات كثيرة عن أَبَان بن تغلب أَيضًا عن إبراهيم الصائغ .. ، وحسّان عندي من أهل الصدق إلَّا أنه يغلط في الشيء، وليس ممن يظن به أنه يتعمد في باب الرواية إسنادًا أو متنًا، وإنما هو وهم منه، وهو عندي لا بأس به)، وخالفه جمعٌ: فأخرجه البخاري (٤٦١٣) عن علي بن سلمة، حدثنا مالك بن سعير، والإمام مالك (٢/ ٤٧٧) كلاهما - (مالك، وابن سعير) - عن هشام، عن أبيه، عن عائشة به، والصواب وقفه. ينظر: الكامل لابن عدي ٣/ ٢٦١، سير أعلام النبلاء ٩/ ٤١، تاريخ الإسلام ٤/ ٨٣٢، الإرواء ٨/ ١٩٤.
(٦) في (ن): اللغوة.
(٧) قوله: (الكلام) سقط من (م).
(٨) قوله: (إذا جرى على) في (ن): أن أعلى.