للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تَأْمِيرَ الواحِدِ في الاِجْتِماع القليلِ العارِضِ في السَّفر، وهو تنبيهٌ على أنْواعِ الاِجْتِماع، والواجِبُ اتَّخاذُها دِينًا وقُرْبَةً، فإنَّها مِنْ أفْضَلِ القُرُبات، وإنَّما فَسَدَ حالُ بعضِهم (١) لِطَلَبِ الرِّئاسة والمالِ بها، ومَن فَعَلَ ما يُمْكِنُه؛ لم يَلزَمْه ما يَعجِزُ عَنْهُ) (٢).

وعَنْهُ: سُنَّةٌ، نَصَرَه القاضِي وأصْحابُه.

وعَنْهُ: لا يُسَنُّ دُخولُه فيه، نَقَلَ عبدُ الله: لا يُعْجِبُنِي، هو أسْلَمُ (٣).

وعلى الأوَّل: (قَالَ أَحْمَدُ رحمه الله تعالى: لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ حَاكِمٍ، أَتَذْهَبُ (٤) حُقُوقُ النَّاسِ! (٥)؛ لِأنَّ أمْرَ النَّاس لا يَسْتَقِيمُ بِدُونه؛ كالجهاد.

وفِيهِ فَضْلٌ عَظِيمٌ لمَنْ قَوِيَ عَلَيهِ، وفِيهِ خَطَرٌ عظيمٌ لمَنْ لم يُؤَدِّ (٦) الحقَّ فِيهِ؛ لمَا رَوَى مَعقِلُ بنُ يَسَارٍ مَرفُوعًا: «ما مِنْ أميرٍ (٧) يَلِي أمْرَ المسْلِمِينَ، ثُمَّ لا يَجْهَدُ لهم ويَنصَحُ، إلَّا لم يَدخُلْ معهم الجَنَّةَ» (٨)، قال مَسْروقٌ: لَأنْ أَحْكُمَ يَومًا بحقٍّ أحبُّ إليَّ مِنْ أنْ أغْزُوَ سنةً (٩) في سبيلِ الله.

فعلى هذا: إذا (١٠) أجْمَعَ أهْلُ بَلَدٍ على تَرْكِ القَضاء؛ أَثِمُوا، قال ابنُ حَمْدانَ: إنْ لم يَحتَكِمُوا في غَيرِهِ.


(١) الذي في الاختيارات ص ٤٨٠، والفروع ١١/ ٩٧: فسد حال الأكثر.
(٢) ينظر: الاختيارات ص ٤٨٠، الفروع ١١/ ٩٧.
(٣) ينظر: زاد المسافر ٣/ ٤٧٤.
(٤) في (ن): أيذهب.
(٥) ينظر: زاد المسافر ٣/ ٤٧٥.
(٦) في (ن): لم يرد.
(٧) في (ن): امرئ.
(٨) أخرجه مسلم (١٤٢).
(٩) قوله: (سنة) سقط من (م).
(١٠) في (م): إن.