للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يحلفُ (١) كلٌّ مِنْهُما للآخر (٢)؟ فيه أوْجُهٌ.

والاِعْتِبارُ بسَبْقِ المدَّعِي، لكِنْ لو قَدَّمَ المتأخِّر (٣)، أوْ عَكَسَ؛ صحَّ قضاؤه مع الكراهة.

(وَيَعْدِلُ بَيْنَ الْخَصْمَيْنِ)، لُزُومًا في الأصحِّ، (فِي لَحْظِهِ، وَلَفْظِهِ، وَمَجْلِسِهِ وَالدُّخُولِ عَلَيْهِ)؛ لمَا رَوَى عمر بنُ شيبة (٤) في كتابِ «قُضاةِ البصرة»، عن أمِّ سَلَمَةَ: أنَّ النَّبيَّ (٥) قال: «مَنْ ابْتُلِيَ بالقضاء بَينَ المسلمين؛ فلْيَعْدِلْ بَينَهم في لَفْظِه، وإشارَتِه، ومَصْعَدِه، ولا يَرْفَعَنَّ أحَدٌ صَوتَه على أحَدِ الخَصْمَينِ ما لا يَرفَعُه على الآخَرِ» (٦)، وكَتَبَ عُمَرُ إلى أبي موسى: «وآسِ بَينَ النَّاس في وَجْهِكَ، ومَجْلِسِكَ، وعَدْلِكَ، حتَّى لا يَيْأَسَ الضَّعيفُ مِنْ عَدْلِكَ، ولا يَطمَعَ الشَّريفُ في حقك (٧)» رَواهُ الدَّارَقُطْنِيُّ من روايةِ عبدِ الله (٨) بنِ أبي حُمَيدٍ الهُذَلِيِّ، وهو واهٍ (٩)،


(١) في (ن): ويحلف.
(٢) في (م): لآخر.
(٣) في (ن): المستأخر.
(٤) في (ن): عمرو شعيب. وصوابه: عمر بن شبَّة.
(٥) قوله: (قدم المتأخر أو عكس … ) إلى هنا سقط من (م).
(٦) أخرجه أبو يعلى (٥٨٦٧)، والطبراني في الكبير (٦٢٠)، والدارقطني (٤٤٦٦)، عن أمِّ سلمة مرفوعًا. وفيه عباد بن كثير الثقفي، وهو متروك، والحديث ضعفه الزيلعي والهيثمي وابن الملقن وابن حجر والألباني، وقال: (ضعيف جدًّا). ينظر: نصب الراية ٤/ ٧٣، البدر المنير ٩/ ٥٩٥، التلخيص الحبير ٤/ ٣٥٤، الصحيحة (٢١٩٥)، الإرواء ٨/ ٢٣٨.
(٧) كذا في النسخ الخطية، والذي في المصادر الحديثية: حيفك.
(٨) كذا في النسخ الخطية، وصوابه كما في المصادر الحديثية: عبيد الله.
(٩) أخرجه الدارقطني (٤٤٧١)، والبيهقي في الخلافيات (٥٥١٧)، وفيه عبيد الله بن أبي حميد الهذلي متروك واهٍ. والحديث ضعفه البيهقي والزيلعي، ولرسالة عمر إلى أبي موسى طريق صحيحة كما سيأتي. ينظر: نصب الراية ٤/ ٨١، الإرواء ٨/ ٢٤١.