للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وشَقَّ له من اسمه لِيُجِلَّهُ … فذُو العرشِ محمودٌ وهذا محمَّدُ

(الْمُصْطَفَى): هو الخالص من الخَلق، وهو خير الخلائق كافَّة.

(وَآلِهِ)؛ جمهور العلماء على جواز إضافة «آل» إلى المضمر كما استعمله المؤلف.

وقال الكسائي (١) والنَّحَّاس (٢) والزُّبيدي (٣): لا تضاف إلَّا إلى المظهر؛ لتوغُّله في الإبهام (٤)، وسيأتي الكلام عليهم.

(خَيْرِ آلٍ)، أصلُ خير: أَخْيَر، فحذفوا الهمزة، وبعدها ساكن لا يمكن النطق به، فنقلوا حركةَ ما قبلَ الآخِر إليه، فبقِي (خير)، كلُّ ذلك تخفيفًا.

(صَلَاةً دَائِمَةً)؛ أي: مستمرَّةً متَّصلةً، لا تَنقطِع.

اقتصر على الصَّلاة عليه كمسلم في «صحيحه»، وهو مكروه كما نقله في «شرح مسلم» فقال: يكره إفراد الصَّلاة من غير تسليم (٥)؛ لأنَّ الله تعالى أمر بهما جميعًا؛ لقوله تعالى: ﴿صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزَاب: ٥٦] مع تأكيد التَّسليم بالمصدر، فدلَّ على الاهتمام به.

(بِالْغُدُوِّ) جمع غُدوة، وهو نفس الفعل، تقول: غدا يغدو غُدُوًّا، عبَّر


(١) هو أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله، الأسدي بالولاء، الكوفي، المعروف بالكسائي؛ أحد القراء السبعة، كان إمامًا في النحو واللغة والقراءات، توفي سنة ١٨٩ هـ. ينظر: وفيات الأعيان ٣/ ٢٩٥، تاريخ الإسلام ٤/ ٩٢٧.
(٢) هو أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي النحاس، النحوي المصري؛ من مصنفاته: تفسير القرآن، وإعراب القرآن، والناسخ والمنسوخ، توفي سنة ٣٣٨ هـ. ينظر: وفيات الأعيان ١/ ٩٩، الوافي بالوفيات ٧/ ٢٣٧.
(٣) هو محمد بن الحسن بن عبيد الله بن مذحج الزبيدي الأندلسي الإشبيلي، عالم باللغة والأدب، شاعر، من مصنفاته: الواضح في النحو، وطبقات النحويين واللغويين، ولحن العامة، توفي سنة ٣٧٩ هـ. ينظر: وفيات الأعيان ٤/ ٣٧٢، الأعلام للزركلي ٦/ ٨٢.
(٤) ينظر: تحرير ألفاظ التنبيه ص ٣٠، المصباح المنير ١/ ٢٩.
(٥) شرح النووي على صحيح مسلم (١/ ٤٤).