للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد أورد ابن المنجى: بأنَّ الطَّبخ إن اعتبر فيه تغيُّر الاِسم، أو غلبةُ الأجزاء؛ كان كالنَّوعين، فلا حاجة إلى ذكرِه، وإن لم يُعتبر فيه ذلك؛ دخل فيه ماء سُلق فيه بَيضٌ؛ فإنَّه يسمَّى طَبخًا (١) بدليل اليمين، وطبخُ ما ذُكِر لا يسلُبه الطَّهوريَّة.

وأجاب: بأنَّ المراد به الطَّبخ المعتاد، وقوله: (طُبِخ فيه) لا عموم له.

تذنيب: حكم المياه المُعتصرَة من الطَّاهرات؛ كماء الوَرد، وما ينزِل من عُروق الأشجار، غيرُ مطهِّر؛ خلافًا لابنِ أبي ليلى (٢) والأصم (٣)؛ إذ الطَّهارة لا تجوز إلَّا بالماء المطلق.

وكذا النَّبيذ، نصَّ عليه (٤)، وهو قول الجماهير، واختاره الطَّحاوي (٥)، وصحَّحه قاضي خان (٦).


(١) في (أ): طبيخًا، وفي (ب) و (و): فيه طبخًا.
(٢) هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي، قاضٍ، فقيه، من أصحاب الرأي، ولي القضاء والحكم بالكوفة لبني أمية، توفي سنة ١٤٨ هـ. ينظر: الوافي بالوفيات ٣/ ١٨٤، الأعلام ٦/ ١٨٩.
(٣) هو أبو بكر عبد الرحمن بن كيسان الأصم، فقيه، معتزلي، مفسر، توفي سنة ٢٠١، وقيل بعد ذلك. ينظر: سير أعلام النبلاء ٩/ ٤٠٢؛ الأعلام ٣/ ٣٢٢.
(٤) ينظر: مسائل عبد الله ص ٧.
(٥) هو أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي، أبو جعفر، نسبته إلى طحا قرية بصعيد مصر، ابن أخت المزني صاحب الشافعي، من أئمة الحنفية، من تصانيفه: أحكام القرآن، ومعاني الآثار، وشرح مشكل الآثار، وغيرها، توفي سنة ٣٢١ هـ. ينظر: الجواهر المضية ١/ ١٠٢، والأعلام للزركلي ١/ ١٩٦.
(٦) هو الحسن بن منصور بن محمود الأوزجندي، المشهور بقاضي خان، من كبار فقهاء الحنفية في المشرق، من مصنفاته: شرح الجامع الصغير، توفي سنة ٥٩٢ هـ. ينظر: الجواهر المضية ٢/ ٢٠٥.