للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وإن قال: إن دخلْتِ الدَّارَ وإن دخَلَتْ هذه الأُخْرَى فأنتِ طالقٌ. فقد قيلَ: لا تَطْلُقُ إلَّا بدُخولِهما؛ لأنَّه جعلَ طَلاقَها جَزاءً لهذَينِ الشَّرْطَينِ. ويَحْتَمِلُ أن تَطْلُقَ بأحَدِهما أيِّهما كان؛ لأنَّه ذكَرَ شَرْطَينِ بحَرْفَينِ، فيَقْتَضِي كلُّ واحدٍ منهما جَزاءً، فتَرك ذِكْرَ جزاءِ الأوَّلِ، وكان الجزاءُ الآخَرُ دَالًّا عليه، كما لو قال: ضَرَبْتُ وضَرَبَنِي زيدٌ. قال الفَرَزْدَقُ (١):

ولَكِنَّ نِصْفًا لو سَبَبْتُ وسَبَّنِي ... بَنو عَبْدِ شَمْسٍ مِنْ قُرَيشٍ وَهَاشِمِ

والتَّقدير سَبَّني هؤلاءِ وسَبَبْتهم. وقال الله تعالى: {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} (٢). أي عن اليمينِ قَعِيدٌ وعن الشِّمالِ قَعِيدٌ.

فصل: ولو قال: أنتِ طالقٌ لو قمْتِ. كان ذلك شَرْطًا بمَنْزِلةِ قوْلِه: إن قُمْتِ. ويُحْكَى هذا عن أبي يوسفَ؛ لأنَّها لو لم تَكُنْ للشَّرْطِ كانتْ


(١) في ديوانه: ٨٤٤. وفيه «ولكن عدلًا». وأورده صاحب لسان العرب في (ن ص ف) وقال: والنصف: الإنصاف.
(٢) سورة ق ١٧.