للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَيَجِبُ أنْ يَسْتَصْحِبَ حُكْمَهَا إلَى آخِرِ الصَّلَاةِ،

ــ

٣٦٣ - مسألة: (وَيَجِبُ أنْ يَسْتَصْحِبَ حُكْمَهَا إلَى آخِرِ الصَّلَاةِ) مَعْنَى اسْتِصْحابِ حُكمِها، أن لا يَقْطَعَها، فلو ذَهَل عنها أو عَزَبَتْ عنه في أثْناءِ الصلاةِ، لم يُبْطِلْها؛ لأنَّ التَّحَرُّزَ مِن هذا غيرُ مُمْكِن، وقِياسًا على الصومِ وغيرِه، وقد روَى مالكٌ في «المُوَطَّإِ» (١)، أنَّ النبيَّ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم- قال: «إذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، أدْبَرَ الشَّيْطانُ وله حُصَاصٌ (٢)، فإذَا قُضِيَ التَّثوِيبُ أقْبَلَ حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ المَرْءِ وَنَفْسِهِ، يَقولُ: اذْكُرْ كَذَا، اذْكُرْ كذا. حَتَّى يَظلَّ أحَدُكُمْ أنّ يَدْرِي كَمْ صَلَّى». ورُوِي أنَّ عُمَرَ صَلَّى صلاةً لم يَقْرَأْ فيها، فقِيلَ له: إنَّك لم تَقْرَأ. فقال: إنِّي جَهَّزْتُ جَيْشًا للمُسْلِمِين، حتَّى بَلَغْت بهم وادِي القُرَى (٣). وإن أمْكَنَه اسْتِصْحابُ ذِكْرِها، فهو أفْضَلُ، لأنَّه أبْلغُ في الإخْلاصِ.


(١) في: باب ما جاء في نداء الصلاة، من كتاب النداء. الموطأ ١/ ٦٩، ٧٠. كما أخرجه البُخَارِيّ، في: باب فضل التأذين، من كتاب الأذان وفي باب يفكر الرَّجل الشيء في الصلاة، من كتاب العمل في الصلاة، وفي: باب إذا لم يدر كم صلى ثلاثًا أو أربعًا سجد سجدتين وهو جالس، وباب السهو في الفرض والتطوع، من كتاب السهو، وفي: باب صفة إبليس وجنوده، من كتاب بدء الخلق. صحيح البُخَارِيّ ١/ ١٥٨، ٢/ ٨٤، ٨٥، ٨٧، ٤/ ١٥١. ومسلم، في: باب فضل الأذان وهرب الشيطان عند سماعه، من كتاب الصلاة، وفي: باب السهو في الصلاة والسجود له، من كتاب المساجد. صحيح مسلم ١/ ٢٩١، ٢٩٢، ٣٩٨، ٣٩٩. وأبو داود، في: باب رفع الصوت في الأذان، من كتاب الصلاة. سنن أبي داود ١/ ١٢٣. والنَّسائيّ، في: باب فضل التأذين، من كتاب الأذان. المجتبى ٢/ ١٩. والدارمي، في: باب الشيطان إذا سمع النداء فرَّ، وباب الرَّجل لا يدري أثلاثًا على أم أربعًا، من كتاب الصلاة. سنن الدَّارميّ ١/ ٢٧٣، ٣٥٠، ٣٥١. والإمام أَحْمد، في: المسند ٢/ ٣١٣، ٤٦٠، ٤٨٣، ٥٠٣، ٥٠٤، ٥٢٢.
(٢) الخصائص: الضراط.
(٣) وادى القرى: واد بين المدينة والشَّام، من أعمال المدينة، كثير القرى. معجم البلدان ٤/ ٨٧٨.