للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أن أرْجِعَ حتى أضَعَ رِجْلِى في القيدِ، وإن قُتِلْتُ، اسْتَرَحْتُم منِّى. قال: فحَلَّتْه حينَ (١) الْتَقَى الناسُ، وكانتْ بسعدٍ جِراحَةٌ، فلم يَخرُجْ يومَئِذٍ إلى الناسِ، قال: وصَعِدُوا به فوقَ العُذَيْبِ (٢) يَنْظُرُ إلى الناسِ، واسْتَعْمَلَ على الخيلِ خالدَ بنَ عُرْفُطَةَ، فوَثَبَ أبو مِحْجَنٍ على فَرسٍ لسعدٍ يُقالُ لها البَلْقَاءُ، ثم أخَذ رُمْحًا، فجعَلَ لا يَحْمِلُ على ناحِيَةٍ مِن العَدُوِّ إلَّا هَزَمَهم، وجَعَل الناسُ يقُولُون: هذا مَلَكٌ؛ لِما يَرَوْنَه يَصْنَعُ، وجَعَل سعدٌ يقولُ: [الضَّبْرُ ضَبْرُ] (٣) البَلْقاءِ، والطَّعْنُ طَعْنُ أبى مِحْجَنٍ، وأبو مِحْجَنٍ في القَيْدِ. فلَمّا هُزِمَ العَدُوُّ، رَجَع أبو مِحْجَنٍ حتى وَضَع رِجْلَه في القَيْدِ، فأخْبَرَت ابنةُ خَصَفَةَ (٤) سعدًا بما كان مِن أمْرِه، فقال سعدٌ: لا واللَّهِ لا أضْرِبُ اليومَ رَجلًا أبْلَى اللَّهُ المسلمين على يَدَيْه (٥) ما أبْلاهُم. فَخَلَّى سَبيلَه. فقال أبو مِحْجَنٍ: قد كنتُ أشْرَبُها إذْ يُقامُ علىَّ الحَدُّ وأُطَهَّرُ منها، فأمَّا إذْ بَهْرَجْتَنِى (٦)، فواللَّهِ لا أشْرَبُها أبدًا (٧). وهذا اتِّفاقٌ لم يظْهَرْ


(١) في تش، م: «حتى».
(٢) العذيب: ماء بين القادسية والمغيثة. معجم البلدان ٣/ ٦٢٦.
(٣) في م: «الصبر صبر» بالصاد المهملة.
والضبر، بالضاد المعجمة: أن يجمع الفرس قوائمه ويثب. النهاية لابن الأثير ٣/ ٧٢.
(٤) في الأصل، تش: «حفصة»، وفى م: «حصفة».
(٥) سقط من: الأصل.
(٦) بهرجتنى: أهْدَرْتَنى بإسقاط الحد عنى. النهاية لابن الأثير ١/ ١٦٦.
(٧) أخرجه سعيد، في: باب كراهية إقامة الحدود في أرض العدو، من كتاب الجهاد. السنن ٢/ ١٩٧، ١٩٨. وابن أبى شيبة، في: المصنف ١٢/ ٥٦٠ - ٥٦٢. وانظر القصة، في: تاريخ الطبرى ٣/ ٥٧٥، والاستيعاب ٤/ ١٧٤٦، ١٧٤٧، والإصابة ٧/ ٣٦١، ٣٦٢.