للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

مُنْعَقِدَةٌ، تَجِبُ الكَفَّارَةُ بالحِنْثِ فيها. وبه قال ابنُ مسعودٍ، والحسنُ، وقَتادَةُ، ومالكٌ، والشافعيُّ، وأبو عُبَيدٍ، وعامَّةُ أهْلِ العلْمِ. وقال أبو حنيفةَ وأصحابُه: ليس بيَمِينٍ، ولا تَجِبُ به كَفَّارَةٌ. فمنهم مَن (١) زعَمَ أنَّه مَخْلُوقٌ، ومنهم مَن قال: لا تُعْهَدُ اليَمِينُ به. ولَنا، أنَّ القُرْآنَ كلامُ اللهِ تعالى، وصِفَةٌ من صِفاتِ ذاتِه، فتَنْعَقِدُ اليَمِينُ به، كما لو قال: وجَلالِ اللهِ، وعَظَمَتِه. وقولُهم: هو مخلوقٌ. قُلْنا: هذا كلامُ المُعْتَزِلَةِ، وإنَّما الخِلافُ مع الفُقَهاءِ، وقد رُوِيَ عن ابنِ عمرَ، أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «الْقُرْآنُ كَلامُ اللهِ غَيرُ مَخْلُوقٍ» (٢). وقال ابنُ عباسٍ في قولِه تعالى: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيرَ ذِي عِوَجٍ} (٣). أي: غيرَ مخلُوقٍ (٤).


(١) بعده في الأصل: «قال».
(٢) أخرجه الديلمي عن أنس مرفوعًا، انظر: فردوس الأخبار ٣/ ٢٧٩. وعزاه لابن شاهين في السنة عن أبي الدرداء مرفوعًا، في: الدر المنثور ٥/ ٣٢٦. وقال البيهقي: ونقل إلينا عن أبي الدرداء، رضي الله عنه، مرفوعًا: «القرآن كلام الله غير مخلوق». وروى ذلك أيضًا عن معاذ بن جبل وعبد الله بن مسعود وجابر بن عبد الله، رضي الله عنهم، مرفوعًا، ولا يصح شيء من ذلك، أسانيده مظلمة، لا ينبغي أن يحتج بشيء منها. . . . الأسماء والصفات ٢٣٩. انظر اللآلئ المصنوعة ١/ ٥. تنزيه الشريعة ١/ ١٣٤. تذكرة الموضوعات ٧٧. كشف الخفاء ٢/ ٩٤.
(٣) سورة الزمر ٢٨.
(٤) أخرجه البيهقي، في: الأسماء والصفات ٢٣٩، ٢٤٠.