للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

جاءَكُم أُسَيدٌ بغيرِ الوَجْهِ الَّذي ذَهَبَ به (١). وقال الشاعر (٢):

أُولِي برَبِّ الرَّاقِصاتِ إلى مِنًى ... ومَطارِحِ (٣) الأكْوارِ حيثُ تَبِيتُ (٤)

وقال ابنُ دُرَيدٍ (٥):

ألِيَّةً باليَعْمَلاتِ تَرْتَمِي ... بِها النَّجاءُ بَينَ أجْوازِ الفَلَا

وقال (٦):

بَلْ قَسَمًا بالشُّمِّ مِنْ يَعْرُبَ ... هَلْ لمُقْسِمٍ مِنْ بَعْدِ هذا مُنْتَهَى

فصل: فأمَّا إن قال: أقْسَمْتُ، أو: آليتُ، أو: شَهِدْتُ لأفعَلَنَّ. ولم يَذْكُرِ اسمَ اللهِ، فعن أحمدَ رِوايتان؛ إحداهُما، أنَّها يَمِينٌ، سَواءٌ نَوَى اليَمِمنَ أو أطْلَقَ. ورُوِيَ ذلك عن عمرَ، وابنِ عباسٍ، والنَّخَعِيِّ، والثَّوْرِيِّ، وأبي حنيفةَ وأصحابِه. وعن أحمدَ، إن نوَى اليَمِينَ بالله كِان يَمِينًا، وإلَّا فلا. وهو قولُ مالكٍ، وإسحاقَ، وابنِ المُنْذِرِ؛ لأنَّه يَحْتَمِلُ القَسَمَ بالله وبغيرِه، فلم يَكُن يَمِينًا حتى يَصْرِفَه بنِيَّتِهِ إلى ما تَجِبُ به الكَفَّارَةُ. وقال الشافِعيُّ: ليس بيَمِينٍ وإن نوَى. ورُوِيَ نحوُ ذلك عن


(١) أخرجه ابن عساكر، في: تاريخه ٣/ ١٧.
(٢) لم نجده فيما بين أيدينا.
(٣) في الأصل: «مطراح».
(٤) في الأصل: «ثنت».
(٥) ديوانه ١١٩.
واليعملات: النوق الصلبة القوية على السير، والنجاء: السرعة في المشي.
(٦) ديوان ابن دريد ١٢٢.