كتاب الشرح الكبير على المقنع - ت التركي

[باب. . .] - ١٠٤٨ - مسألة: (والمريض إذا خاف الضرر، والمسافر، استحب لهما الفطر، فإن صاما أجزأهما) - ج: 7 - ص: 372

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أنَّه قال: الصائِمُ في السَّفَرِ كالمُفْطِرِ في الحَضَرِ (١). وهو قولُ بعضِ أهلِ الظّاهِرِ؛ لقولِ النبىِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: «لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ الصَّوْمُ في السَّفَرِ». مُتَّفَقٌ عليه (٢). ولأَنَّه عليه السَّلامُ أفْطَرَ في السَّفَرِ، فلمَّا بَلَغَه أنَّ قَوْمًا صامُوا، قال: «أُولَئِكَ الْعُصَاةُ» (٣). ورَوَى ابنُ ماجه (٤)، بإسْنادِه، عن النبىِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، أنَّه قال: «الصَّائِمُ في رَمَضَانَ في السَّفَرِ، كَالمُفْطِرِ في الْحَضَرِ». وعامَّةُ أهلِ العِلْمِ على خِلافِ هذا القولِ. قال ابنُ عبدِ البَرِّ: هذا قولٌ يُرْوَى عن عبدِ الرحمنِ بنِ عَوْفٍ، هَجَرَه الفُقَهاءُ كلُّهم، والسُّنَّةُ تَرُدُّه، وحُجَّتُهم ما رُوِى عن حَمْزَةَ بنِ عَمْرٍو الأَسْلَمِىِّ،

---

(١) أخرجه النسائى موقوفا، في: باب ذكر قوله: «الصائم في السفر كالمفطر في الحضر»، من كتاب الصوم. المجتبى ٤/ ١٥٤.
(٢) أخرجه البخارى، في: باب قول النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- لمن ظلل عليه واشتد الحر. . .، من كتاب الصوم. صحيح البخارى ٣/ ٤٤. ومسلم، في: باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان، من كتاب الصيام. صحيح مسلم ٢/ ٧٧٤.
كما أخرجه أبو داود، في: باب اختيار الفطر، من كتاب الصوم. سنن أبى داود ١/ ٥٦١. والترمذى، في: باب ما جاء في كراهية الصوم في السفر، من أبواب الصوم. عارضة الأحوذى ٣/ ٢٣١. والنسائى، في: باب ما يكره من الصيام في السفر، من كتاب الصيام. المجتبى ٤/ ١٤٦ - ١٤٨. وابن ماجه، في: باب ما جاء في الإفطار في السفر، من كتاب الصيام. سنن ابن ماجه ١/ ٥٣٢. والدارمى، في: باب الصوم في السفر، من كتاب الصوم. سنن الدارمى ٢/ ٩. والإمام أحمد، في: المسند ٣/ ٢٩٩، ٣١٧، ٣١٩، ٣٥٢، ٣٩٩، ٥/ ٤٣٤.
(٣) أخرجه مسلم، في: باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر، من كتاب الصيام. صحيح مسلم ٢/ ٢٣٢. والترمذى، في: كتاب ما جاء في كراهية الصوم في السفر. من أبواب الصوم. عارضة الأحوذى ٣/ ٢٣٠. والنسائى، في: باب ذكر اسم الرجل، من كتاب الصوم. المجتبى ٤/ ١٤٨.
(٤) في: باب ما جاء في الإفطار في السفر، من كتاب الصيام. سنن ابن ماجه ١/ ٥٣٢.