للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وهذه تَلْبِيَةُ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، روَى (١) ابنُ عُمَرَ في المُتَّفَقِ عليه (٢)، أنَّ. تَلْبيَةَ رسولِ اللهَ - صلى الله عليه وسلم -: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ». رَواه مسلمٌ عن جابِرٍ (٣). والتَّلْبِيَةُ مَأْخُوذَةً مِن لَبَّ بالمَكانِ إذا لَزِمَه، فكأنَّه قال: أنا مُقِيمٌ (٤) على طاعَتِكَ وأمْرِك، غيرُ خارِجٍ عن ذلك، ولا شارِدٌ عليك. هذا ونحوُه. وثَنَّوْها وكَرَّرُوها؛ لأنَّهُم أرادُوا إقامَةً بعد إقامَةٍ، كما لو قالوا: حَنانَيْكَ. أى رَحْمَة بعدَ رَحْمَةٍ، أو رَحْمَة مع رَحْمَةٍ، أو ما أشْبَهَه. وقال جَماعَةٌ مِن العُلماءِ: مَعْنَى التَّلْبِيَةِ إجابَةُ نِداءِ إبراهيمَ عليه السلامُ، حينَ نادَى بالحَجِّ. ورُوِىَ عن ابنِ عباس، رَضِىَ الله عنهما، قال: لَمّا فَرَغ إبراهيمُ عليه السلامُ مِن بناءِ البَيْتِ، قِيلَ له: أذِّنْ في النّاسِ بالحَجِّ. قال: رَبِّ وما يَبْلُغُ صَوْتِى. قال: أذِّنْ، وعَلَىَّ البَلَاغُ. فنادَى إبراهيمُ: أيُّها النّاسُ، كُتِبَ عليكم الحَجُّ. فسَمِعَه ما بينَ السماءِ والأرْضِ، أفلا


(١) في م: «وكما روى».
(٢) أخرجه البخارى، في: كتاب التلبية، من كتاب الحج. صحيح البخارى ٢/ ١٧٠. ومسلم، في: باب التلبية وصفتها وقتها، من كتاب الحج. صحيح مسلم ٢/ ٨٤١، ٨٤٢.
كما أخرجه أبو داود، في: باب كيف التلبية، من كتاب المناسك. سنن أبى داود ١/ ٤٢١. والترمذى، في: باب ما جاء في التلبية، من أبواب الحج. عارضة الأحوذى ٤/ ٤١ - ٤٣. والإمام مالك، في: باب العمل في الإهلال، من كتاب الحج. الموطأ ١/ ٣٣١، ٣٣٢.
(٣) في: باب حجة النبى - صلى الله عليه وسلم -، من كتاب الحج. صحيح مسلم ٢/ ٨٨٧.
(٤) في م: «أقيم».