كتاب الشرح الكبير على المقنع - ت التركي

باب محظورات الإحرام - ١١٨٥ - مسألة: (وإن استظل بالمحمل، ففيه روايتان) - ج: 8 - ص: 240

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وهو قولُ أهْلِ المَدِينَةِ؛ لأنَّه سَتَر رَأْسَه بما يُسْتَدامُ ويُلازِمُه غالِبًا، أشْبَهَ ما لو سَتَرَه بشئٍ يُلاقِيه. ويُرْوَى عن الرِّياشِىِّ (١)، قال: رَأيْتُ أحمدَ بنَ المَعَذَّلِ (٢) في الموقِفِ في يوم شَدِيدِ الحَرِّ، وقد ضَحَى للشمسِ، فقُلْتُ له: يا أبا الفَضْلِ، هذا أمْرٌ قد اخْتُلِفَ فيه، فلو أخَذْتَ بالتَّوْسِعَةِ. فأنْشأ يَقُولُ:

ضَحَيْتُ له كى أسْتَظِلَّ بظِلِّه ... إذا الظِّلُّ أضْحَى في القِيامَةِ قالِصَا

فوا أسَفا إن كان سَعْيُك باطِلًا ... وواحَسْرَتا إن كان حَجُّكَ ناقِصَا

---

(١) أبو الفصل العباس بن الفرج، كان إماما في اللغة والنحو إخباريًا، قتله الزنج بالبصرة سنة سبع وخمسين ومائتين. العبر ٢/ ١٤.
والقصة والبيتان في ترتيب المدارك ٢/ ٥٥٣، وفيه: «المبرد» مكان: «الرياشى».
(٢) أحمد بن المعذل بن غيلان العبدى البصرى، فقيه مالكى متكلم، وكان ورعا متبعًا للسنة، من رجال القرن الثالث. طبقات الفقهاء للشيرازى ١٦٤، ترتيب المدارك ٢/ ٥٥٠ - ٥٥٨، الديياج المذهب ١/ ١٤٣ - ١٤١.