للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

المُتَّفَقِ عليه (١)، ورَواه مسلمٌ (٢) عن سَعْدٍ، وجابِرٍ، وأنَسٍ، رَضِىَ الله عنهم. وهذا يَدُلُّ على تَعْمِيمِ البَيانِ، وليس هو في الدَّرَجَةِ دُونَ أخْبارِ تَحْرِيمِ الحَرَم، وقد قبِلُوه وأثْبَتُوا أحْكامَه، على أنَّه ليس بمُمْتَنعٍ أن يُبَيِّنَه بَيانًا خاصًّا، أَو بَيَّنَهَ بَيانًا عامًّا، فيُنْقَلُ خاصًّا، كصِفَةِ الأذانِ والوِتْرِ والإقامَةِ.

فصل: ويُفارِقُ حَرَمُ المَدِينَةِ حَرَمَ مَكَّةَ في شَيْئَيْن؛ أحدُهما، أنَّه يَجُوزُ أن يُؤْخَذَ مِن شَجَرِ حَرَمِ المَدِينَةِ ما تَدْعُو الحاجَةُ إليه، للمَسانِدِ والوَسائِدِ والرَّحْلِ، ومِن حَشِيشِها ما يُحْتاجُ إليه للعَلَفِ؛ لِما روَى الِإمامُ أحمدُ (٣)، عن جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ، رَضِىَ اللهُ عنهما، أنَّ النبىَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا حَرَّمَ المَدِينَةَ، قالوا: يَا رسولَ اللهِ، إنَّا أصحابُ عَمَلٍ، وأصحابُ نَضحٍ (٤)، وإنَّا لا


(١) يأتى تخرج حديث أبى هريرة في المسألة بعد القادمة.
أما حديث رافع فقد أخرجه مسلم، في: باب فضل المدينة، من كتاب الحج. صحيح مسلم ٢/ ٩٩١، ٩٩٢. ولم يخرجه البخارى. انظر: تحفة الأشراف ١٥١/ ٣، ١٥٧. كما أخرجه الإمام أحمد، في: المسند ٤/ ١٤١.
وحديث عبد الله بن زيد أخرجه البخارى، في: باب بركة صاع النبى - صلى الله عليه وسلم - ومده، من كتاب البيوع. صحيح البخارى ٣/ ٨٨. ومسلم، في: باب فضل المدينة، من كتاب الحج. صحيح مسلم ٢/ ٩٩١. كما أخرجه الإِمام أحمد، في: المسند ٤/ ٤٠.
(٢) في: الباب السابق. صحيح مسلم ٢/ ٩٩٢ - ٩١٤.
كما أخرج حديث سعد الإمام أحمد، في: المسند ١٨١/ ١، ١٨٣ - ١٨٥.
(٣) لم يجده في المسند ونسبه السمهودى لابن زبالة. ولعله في كتابه «أخبار المدينة». انظر وفاء الرفا ١/ ١١١.
(٤) النضح: حمل الماء من نهر أو بئر لسقى الزرع.