وله ـ رحمه الله تعالى ـ حظ من العبادة والخير والعفاف، مع كونه لم يتزوج قط على ما ذكر، ومتعه الله تعالى بحواسه وقوته، بحيث كان يذهب إلى التنعيم ماشيا غير مرة، آخرها فى سنة موته، ولم يزل حاضر العقل إلى حين وفاته. وكان صوفيا بالخانقاه الأندلسية بدمشق، ومؤذنا بجامعها الأموى، وعانى بيع الحرير فى وقت على ما ذكر.
توفى ـ رحمه الله تعالى ـ فى ليلة الأحد السابع عشر من شوال سنة ست وثمانمائة بمنزله برباط ربيع من مكة. ودفن بالمعلاة، بعد أن جاور بمكة سنين كثيرة: منها ست سنين، تنقص تسعة وأربعين يوما متصلة بموته ومنها خمس سنين متوالية أولها موسم سنة إحدى وتسعين وسبعمائة وآخرها، انقضاء الحج من سنة ست وتسعين وسبعمائة. وجاور بها مدة غير ذلك.
أخبرنى أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صديق الصوفى، بقراءتى عليه بالمسجد الحرام، والإمام أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد البعلى، بقراءتى عليه بالقاهرة، وأبو هريرة عبد الرحمن بن الحافظ أبى عبد الله الذهبى، بقراءتى عليه بكفر بطنا، ومحمد بن محمد بن محمد بن عمر بن أبى بكر بن قوام البالسى، وأسماء بنت أحمد ابن عثمان الحليبى، بقراءتى عليهما، بصالحية دمشق، وعلى بن عثمان بن محمد بن الشمس لؤلؤ، وأخته زينب، بقراءتى عليهما ببيت لها من غوطة دمشق، ومحمد بن بهادر المسعودى، قراءة عليه وأنا أسمع فى الرحلة الثالثة بصالحية دمشق وغيرهم، قالوا: أنا أبو العباس أحمد بن أبى طالب بن نعمة الصالحى سماعا، زاد ابن الذهبى فقال: وأبو محمد عيسى بن عبد الرحمن المطعم سماعا فى الثالثة، قالا: أنا أبو المنجا عبد الله بن عمر البغدادى، قال: أنا عبد الأول بن عيسى قال: أنا محمد بن عبد العزيز الفارسى، قال: أنا عبد الرحمن بن أبى شريح، قال: أنا عبدالله بن محمد بن عبد العزيز البغوى، قال: ثنا أبو الجهم العلاء بن موسى بن عطية الباهلى إملاء من كتابه، قال: أنا الليث بن سعد عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه أدرك عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى ركب وعمر يحلف بأبويه، فناداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إن الله عزوجل ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفا فليحلف بالله عزوجل وإلا فليصمت»(١).
٧٢٢ ـ (١) أخرجه البخارى فى صحيحه حديث رقم (٦٤٠٤) من طريق: عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرك عمر بن ـ