الحضرمى يقال لها: دار الأزرق وهى فى أيديهم إلى اليوم، وهى لهم ربع جاهلى، وهم يروون أن النبى صلى الله عليه وسلم دخلها على الأزرق بن عمرو عام الفتح، وجاءه فى حاجة، فقضاها له وكتب له كتابا أن يتزوج الأزرق فى أى قبائل قريش شاء وولده، وذلك الكتاب مكتوب فى أديم أحمر، فلم يزل ذلك الكتاب عندهم حتى دخل عليهم السيل فى دارهم التى دخلت فى المسجد الحرام سيل الجحاف فى سنة ثمانين فذهب بمتاعهم وذهب ذلك الكتاب فى السيل، وذلك أن الأزرق قال له: يا رسول الله، بأبى أنت وأمى، إنى رجل لا عشيرة لى بمكة، وإنما قدمت من الشام وبها أصلى وعشيرتى، وقد اخترت المقام بمكة فكتب له ذلك الكتاب.
* * *
[ربع أبى الأعور]
قال أبو الوليد: ربع أبى الأعور السلمى، واسمه عمرو بن سفيان بن قايف بن الأوقص الدار التى تصل حق آل نافع بن عبد الحارث الخزاعى، وهذه الدار شارعة فى السويقة البير التى فى بطن السويقة بأصلها، يقال لها: دار حمزة، وهى من دور معاوية كان اشتراها من آل أبى الأعور السلمى، فلما كانت فتنة ابن الزبير اصطفاها فى أموال معاوية فوهبها لابنه حمزة بن عبد الله بن الزبير، فبه تعرف اليوم، وهى اليوم فى الصوافى، ودار يعلى بن منبه كانت فى فناء المسجد الحرام يقال لها ذات الوجهين كان لها بابان، وكان فيها العطارون، وكانت مما يلى دار بنى شيبة، دخلت فى المسجد الحرام حين وسعه المهدى سنة إحدى وستين وماية، وكانت هذه الدار لعتبة بن غزوان حليف بنى نوفل، فلما هاجروا أخذها يعلى بن منبه، وكان استوصاه بها حين هاجر.
فلما قدم النبى صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، فتكلم أبو أحمد بن جحش فى داره، فقال النبى صلى الله عليه وسلم ما قال، وكره أن يرجعوا فى شيء هجروه لله تعالى وتركوه، فسكت عنها عتبة بن غزوان، وكان ليعلى بن منبه أيضا داره التى فى الحناطين ابتاعها من آل صيفى، فأخرجه منها الذر، وهى الدار التى صارت لزبيدة بلصق المسجد الحرام عند الحناطين.
* * *
ربع آل داود بن الحضرمى، واسم الحضرمى عبد الله بن
عمار حليف عتبة بن ربيعة
قال أبو الوليد: لهم دارهم التى عند المروة يقال لها: دار طلحة بين دار الأزرق بن