الجمال.
أنشدنى مفتى المسلمين، تقى الدين عبد الرحمن بن السيد القدوة أبى الخير بن أبى عبد الله الفاسى، بقراءتى عليه، أن والده أنشده إجازة قال: أنشدنا أبو عبد الله محمد ابن على الغرناطى لنفسه أبياتا:
جرمى عظيم يا عفو وإننى ... بمحمد أرجو التسامح فيه
فبه توسل آدم فى ذنبه ... وقد اهتدى من يقتدى بأبيه
ومنها:
إذا المرء لم يرو العلوم فيرتوى ... ولم يلبس التقوى فذاك الصدى العارى
وإن هو لم تصقله صحبة عارف ... تربيه لم ينفك عنه صدا العار
ومنها:
سلوا ما عندكم من محض ودى ... لكم تجدوه مرعيا أكيدا
ولا والله أبرح طول عمرى ... بكم مستكثرا ولكم ودودا
[٣٣٢ ـ محمد بن على بن يوسف بن خواجا المكى]
ذكر لى شيخنا أبو بكر بن عبد المعطى: أنه حفظ التنبيه، والعمدة، والشاطبية، ثم لعب. ومات بمصر أو باليمن. وأمه أم هانئ بنت أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشى. وكان أبوه خياطا، قدم من العراق، وأدعى أنه شريف حسينى. وهجا يحيى النشو المكى، محمد بن خواجا هذا، بأبيات منها:
مشوف يشكو من ابن خواجه ... قال ما لى بانتسابك من حاجة
انتهى.
وأنشدنى بعض أصحابنا، قال: أنشدنى يحيى النشو لنفسه، يهجو محمد بن خواجا:
رأيت فى النوم إمام الهدى ... أعنى على بن أبى طالب
فقلت هذا النحس من نسلكم ... فقال لا والطالب الغالب
وما عرفت متى مات، إلا أنه كان حيا، فى ثالث عشر شوال، سنة إحدى وخمسين وسبعمائة؛ لأنه سمع فى هذا التاريخ بمصر، على قاضيها عز الدين بن جماعة، والمسند فتح الدين محمد بن محمد بن أبى الحرم القلانسى، بقراءة المحدث، شرف الدين المزى، على ما وجدت بخطه: سنن ابن ماجة، فى مجالس آخرها التاريخ الذى ذكرناه.