«الحمد لله رب العالمين، من رأى النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام فقد رآه حقا، وإذا كان قد أتى شخص من المصنفين بتصنيف ابتدع فيه وألحد فى الحقائق الشرعية، وظهر فيه أن مفسدته أكثر من مصلحته، تحقق بذلك كذبه فيما أخبر به فى رؤياه النبى صلى الله عليه وسلم، أنه أمره بذلك الكتاب، وأذن له فيه؛ فإن النبى صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا الحق فى اليقظة والمنام.
وأحسن أحوال من قال إنه رآه فى مثل تلك الحال، وأنه أمره أو أذن له فى مثل هذا المصنف، أن يكون قد سمع من النبى صلى الله عليه وسلم كلاما فهمه على خلاف المراد، أو وقع له غلط بطريق آخر. هذا فيمن ادعى ذلك فى تصنيف ظاهره الغلط والفساد.
وأما تصنيف تذكر فيه هذه الأقوال المتقدمة فى الاستفتاء، ويكون المراد بها ظاهرها، فصاحبها ألعن وأقبح من أن يتأول له ذلك، بل هو كاذب فاجر، كافر فى القول والاعتقاد، ظاهرا وباطنا، وإن كان قائلها لم يرد ظاهرها، فهو كافر بقوله، ضال بجهله، ولا يعذر فى تأويله لتلك الألفاظ، إلا أن يكون جاهلا بالأحكام جهلا تاما عاما، ولم يعذر فى جهله بمعصيته لعدم مراجعته العلماء. والتصانيف على الوجه الواجب من المعرفة فى حق من يخوض من أمر الرسل ومتبعيهم، أعنى معرفة الأدب فى التعبيرات، على أن فى هذه الألفاظ ما يتعذر أو يتعسر تأويلها كلها كذلك». انتهى باختصار.
[ذكر جواب الشيخ شرف الدين عيسى الزواوى المالكى]
«الحمد لله وحده. أما هذا التصنيف الذى هو ضد لما أنزله عزوجل فى كتبه المنزلة، وضد أقوال الأنبياء المرسلة، فهو افتراء على الله، وافتراء على رسوله صلى الله عليه وسلم. ثم قال: وما تضمنه هذا التصنيف، من الهذيان والكفر والبهتان، فكله تلبيس وضلال وتحريف وتبديل، ومن صدق بذلك أو اعتقد صحته، كان كافرا ملحدا صادا عن سبيل الله تعالى، مخالفا لملة رسول اللهصلى الله عليه وسلم، ملحدا فى آيات الله، مبدلا لكلمات الله، فإن أظهر ذلك وناظر عليه، كان كافرا يستتاب، فإن تاب وإلا قتل وعجل الله بروحه إلى الهاوية والنار الحامية. وإن أخفى ذلك وأسره، كان زنديقا، فيقتل متى ظهر عليه، ولا تقبل توبته إن تاب، لأن حقيقة توبته لا تعرف. ثم قال: فيقتل مثل هؤلاء، ويراح المسلمون من شرهم، وإفشاء الفساد فى دينهم. وهؤلاء قوم يسمون الباطنية، لم يزالوا من قديم الزمان ضلالا فى الأمة، معروفين بالخروج من الملة، يقتلون متى ظهر عليهم،