جلال الدين عبد الرحمن، والقاضى بهاء الدين أبو الفتح، ابن أخى شيخنا شيخ الإسلام سراج الدين البلقينى، ولازمه كثيرا، والشيخ بدر الدين أحمد بن محمد الطنبدى، وأظنهم ـ خلا شيخنا شيخ الإسلام سراج الدين البلقينى ـ أجازوه بالإفتاء والتدريس، وتصدى كثيرا للفتيا بمكة، فى حياة شيخه ابن ظهيرة وبعده، ودرس الحديث بالمنصورية بعد والده.
ودخل اليمن مرات، منها سنة تسع وتسعين وسبعمائة، وفيها مات أبوه، وفى سنة ثمان وثمانمائة، وما فاته الحج فى السنتين، ثم فى سنة ثلاث عشرة وثمانمائة، وأقام بها إلى أواخر سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة، ثم توجه إلى مكة، وأدرك بها الحج، وأقام بها حتى مات.
وولى قضاء تعز باليمن مرات، وتدريس المظفرية، والسيفية بها، ووظائف فقاهات وغيرها، وما سلم فى حال ولايته لقضاء تعز، وإقامته باليمن من أذى بعض الناس له هناك، حتى خيلوا منه صاحب اليمن.
وكان كبير أمرائه بدر الدين بن زيادة الكاملى، كثير الإقبال عليه والإحسان إليه، وكان عارفا بالفقه، مشاركا فى غيره، حسن المذاكرة، وعرض له قبل موته بنحو نصف سنة باسور بمقعدته، فحمل عليه، وفتحه من مكانين فى وقتين، ولم يزل متعللا به، حتى مات فى ليلة الأحد حادى عشرى ذى الحجة سنة خمس وعشرين وثمانمائة بمكة، ودفن فى بكرتها بالمعلاة.
[١٨٣١ ـ عبد العزيز بن على بن عثمان بن محمد الأصفهانى الأصل، المكى، المعروف بالعجمى]
كان أحد تجار مكة؛ حصل عقارا طائلا بمكة، ووادى مر، والهدة، ووقف بها مكانا يقال له: المفقر، بواسط الهدة، على الزوار فى طريق الماشى، اشترى نصفه بخمسة وعشرين ألفا، ونصفه باثنى عشر ألفا وخمسمائة.
وكان بينه وبين جدى الشريف على الفاسى، تواد ومخالطة فى الدنيا.
وكان فى مبدأ أمره فقيرا، فتسبب وربح فى ذلك كثيرا، بحيث إنه اشترى فلفلا بدرهم ونصف للمن، فباعه كل منّ بعشرة دراهم. ولما بلغ ماله مائة ألف درهم، ترك السفر به، وقنع بالتسبب فى بلده.