ورد فى ملحقات كتاب «أخبار مكة»: أما السيول التى وقعت فى عهد الأزرقى والخزاعى ولم يرد ذكرها فى أخبار مكة. والتى وقعت فيها بعد إلى عهدنا هذا فهى:
١ ـ ذكر الطبرى أيضا فى حوادث سنة ٨٨، فقال: خرج عمر بن عبد العزيز تلك السنة ـ يعنى سنة ٨٨ ـ بعدة من قريش أرسل إليهم بصلات، وظهر للحمولة، وأحرموا معه من ذى الحليفة وساق معه بدنا، فلما كان بالتنعيم لقيهم نفر من قريش، منهم ابن أبى مليكة وغيره، فأخبروه أن مكة قليلة الماء وأنهم يخافون على الحاج العطش، وذلك أن المطر قل، فقال عمر: فالمطلب هاهنا بيّن، تعالوا ندع الله، قال: فرأيتهم دعوا ودعا معهم، فألحوا فى الدعاء. قال صالح: فلا والله أن وصلنا إلى البيت ذلك اليوم إلا مع المطر، حتى كان مع الليل وسكبت السماء وجاء سيل الوادى فجاء أمر خافة أهل مكة، ومطرت عرفة، ومنى، وجمع، فما كانت إلا عبرا قال: ونبتت مكة تلك السنة للخصب، وأما أبو معشر، فإنه قال: حج بالناس سنة ٨٨ عمر بن الوليد بن عبد الملك.
٢ ـ سيل المخيل: وذكر السنجارى أنه فى عام ١٠٤، وقع سيل المخيل، لأنه أصاب الناس بعده مثل خبال لمرض، حدث بهم عقبه فى أجسامهم وألسنتهم، وكان سيلا عظيما دخل المسجد الحرام، وذهب بالناس وأحاط بالكعبة، وعقبه سيل آخر مثله فى هذه السنة، وذلك فى ولاية عبد الواحد بن عبد الله النصرى على مكة.
٣ ـ سيل أبى شاكر: ذكر الفاكهى هذا السيل، فقال: ومنها سيل أبى شاكر فى ولاية هشام بن عبد الملك فى أبتداء سنة عشرين وماية ودخل المسجد الحرام.
وأبو شاكر المنسوب إليه هذا السيل هو مسلمة بن هشام بن عبد الملك، وكان أبو شاكر حج بالناس فى عام تسعة عشر وماية، وجاء هذا السيل عقب حج أبو شاكر فسمى به.
٤ ـ وقال أيضا: فى عام ستين وماية وقع سيل عظيم ودخل الحرم ليومين بقيا من المحرم.